طفلة في الإسكندرية تنتحر بسبب التنمر.. دعوات لمكافحة الظاهرة
في حادث مأساوي شهدته محافظة الإسكندرية شمال مصر، أقدمت طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً على الانتحار بعد تعرضها لضغوط نفسية بسبب التنمر من قبل زميلاتها في المدرسة، حسبما كشفت أسرتها في رسالة تركتها الطفلة.
الحادث الذي وقع في منزلها، حيث سقطت من الطابق الثامن، أثار حالة من الحزن والغضب في المجتمع المصري، وزاد من الدعوات لمكافحة ظاهرة التنمر ضد الأطفال.
حملات على السوشيال ميديا ضد التنمر
انتشرت حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بحماية الأطفال من التنمر، داعية إلى استعادة الحملات السابقة التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة “يونيسيف”. هذه الحملات كانت تهدف إلى زيادة الوعي حول مخاطر التنمر في المدارس.
مواجهة التنمر مسؤولية جماعية
من جانبه، أكد الدكتور فتحي قناوي، أستاذ في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر، في تصريحات لـ”الشرق الأوسط”، أن مكافحة التنمر مسؤولية جماعية يجب أن تشمل الأسرة، والمدرسة، ووسائل الإعلام، وكذلك صناع الدراما.
وأوضح أن هذه العوامل تشكل القيم والمبادئ التي ينشأ عليها الأطفال، وبالتالي يمكن أن تسهم في الوقاية أو في تعزيز ظاهرة التنمر.
حملة “أنا ضد التنمر” وأثرها
في عام 2018، أطلقت مصر حملة مجتمعية تحت شعار “أنا ضد التنمر” بمشاركة عدد من الفنانين البارزين مثل يسرا وأحمد حلمي ومنى زكي، والتي تضمنت حملات تلفزيونية ولافتات في الشوارع لتعزيز الوعي بخطورة التنمر بين الطلاب.
الحملة كانت تهدف إلى محاربة التنمر في المدارس وتقديم الدعم النفسي للأطفال.
تعزيز دور المؤسسات التعليمية في مكافحة التنمر
في سياق متصل، أبدت الخبيرة الحقوقية هبة عادل، رئيسة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة، في تصريحات لـ”الشرق الأوسط”، قلقها من ازدياد حوادث التنمر، مشيرة إلى أن حادث انتحار الطفلة ليس حادثاً فردياً بل إنذاراً لضرورة تعزيز دور المؤسسات التعليمية في بناء بيئة آمنة. وشددت على أهمية الالتزام بتطبيق القوانين الخاصة بحماية الأطفال وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا.