بوتين: علاقاتنا مع قطر تتعزز ونتعاون في مشاريع غازية وإنسانية

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، أن العلاقات بين روسيا وقطر تشهد تطوراً مستمراً، مشيراً إلى أن قطر تُعد من الشركاء الرئيسيين لروسيا في منطقة الشرق الأوسط.

وقال بوتين، خلال محادثاته مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في موسكو: “علاقاتنا آخذة في التعزز، وقطر تُعد من أبرز شركائنا، سواء على المستوى العام أو في إطار الشرق الأوسط بشكل خاص”.

وأوضح بوتين أن هناك مشاريع مشتركة واعدة بين البلدين، لا سيما في قطاع الغاز، مضيفاً: “نتعاون بشكل فعّال ضمن إطار الدول المصدّرة للغاز، وآمل أن نتمكن من تنفيذ مشاريع جديدة ومشتركة ذات طابع استراتيجي”.

وفي ما يتعلق بالملف السوري، شدد الرئيس الروسي على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، قائلاً: “نحن مهتمون بأن تبقى سوريا دولة موحدة ذات سيادة، وسنواصل بذل كل الجهود الممكنة في هذا الاتجاه”.

كما دعا بوتين إلى مناقشة الوضع الإنساني في سوريا، قائلاً: “نرغب في التشاور بشأن سبل تقديم الدعم للشعب السوري، خصوصاً في الجوانب الإنسانية. سوريا تواجه تحديات متعددة، منها ما هو سياسي وأمني، ومنها ما هو اقتصادي بحت”.

وفي الملف الفلسطيني، أشار بوتين إلى الدور القطري في محاولات حلّ الصراع، قائلاً: “ندرك أن قطر تبذل جهوداً كبيرة من أجل تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن للأسف، لم يتم تنفيذ العديد من المبادرات، ومنها مبادراتكم. وما زال المدنيون يُقتلون في فلسطين، وهو ما يُعد مأساة إنسانية حقيقية”.

وقد عُقد اللقاء بين الرئيس الروسي وأمير دولة قطر في العاصمة موسكو، في خطوة تعكس أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، ورغبتهما في تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وكان المكتب الصحفي في الكرملين قد أعلن في وقت سابق أن زيارة أمير قطر تأتي في إطار رسمي، وتتضمن مفاوضات ثنائية مع الرئيس بوتين، تتناول مختلف جوانب التعاون، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية والإنسانية، إضافة إلى ملفات دولية بارزة.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن جدول أعمال اللقاء يشمل أيضاً مناقشة قضايا تتعلق بالأزمة الأوكرانية، إلى جانب ملفات الشرق الأوسط.

أمير قطر يبلغ بوتين بتفاصيل لقائه مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية

أبلغ أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتفاصيل لقائه السابق مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وذلك خلال لقائهما في العاصمة الروسية موسكو.

وأوضح الأمير تميم أن الشرع أعرب خلال اللقاء عن رغبته في مواصلة التعاون بين موسكو ودمشق، مؤكداً حرصه على الحفاظ على الطابع الاستراتيجي للعلاقات التاريخية بين سوريا وروسيا.

وقال أمير قطر: “ناقشنا مع الرئيس أحمد الشرع طبيعة العلاقات السورية–الروسية، التي كانت ولا تزال استراتيجية. وقد عبّر عن عزمه مواصلة هذا التعاون، على أساس الاحترام المتبادل ومراعاة مصالح الشعبين”.

وفي السياق ذاته، أكد أمير قطر للرئيس الروسي تقديره العالي لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلاً: “نُثمّن عالياً مستوى علاقاتنا مع روسيا، وناقشنا سبل تطويرها، وهناك مشاريع ومقترحات نعمل على مناقشتها وتنفيذها في المستقبل القريب، كما من المقرر توقيع عدد من الاتفاقيات”.

وأضاف: “تجمعنا علاقات شخصية ممتازة، وقد أشرتم إلى أن حجم التبادل التجاري بين بلدينا لا يزال دون المستوى المطلوب، وأنا أتفق مع هذا التقييم. وتعمل اللجنة المشتركة حالياً على بحث سبل تعزيز العلاقات وزيادة التبادل التجاري بين الجانبين”.

وكانت وكالة الأنباء القطرية قد أشارت، في وقت سابق، إلى أن زيارة الأمير إلى موسكو ستتضمن مناقشات معمّقة مع الرئيس الروسي حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تناول عدد من القضايا والأحداث الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

أمير قطر: إسرائيل لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار ونواصل جهود الوساطة لإنهاء معاناة الفلسطينيين

وفي الشأن الفلسطيني، أكد أمير دولة قطر أن “إسرائيل” لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل عدة أشهر، مشيراً إلى أن بلاده تواصل جهودها لسد الفجوات من أجل التوصل إلى اتفاق شامل.

وقال الأمير تميم: “التعاون مستمر بيننا، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الساخنة في المنطقة، وفي مقدمتها المأساة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة، حيث يستمر القتل اليومي، وهو أمر يجب أن يتوقف فوراً”.

وأضاف: “توصلنا إلى اتفاق قبل عدة أشهر، لكن للأسف، لم تلتزم إسرائيل بما تم الاتفاق عليه”، لافتاً إلى أن قطر، بصفتها وسيطاً، تعمل على تقريب وجهات النظر سعياً إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.

وجدد أمير قطر التأكيد على موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية، قائلاً: “موقفنا مع روسيا واضح وثابت: لا سلام دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهذا ما سنواصل العمل من أجله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى