
جفاف يضرب شمال شرق سوريا ويهدد المحاصيل والمواشي
يعيش مزارعو مناطق شمال شرقي سوريا حالة من القلق والترقّب، وهم يتجولون في أراضيهم الزراعية التي باتت خالية من محاصيل القمح والشعير، نتيجة موجة الجفاف القاسية التي تضرب المنطقة.
وتعلّق أنظار الفلاحين وأبنائهم على السماء، أملاً في هطول أمطار ربيعية قد تساعد في إنقاذ ما تبقى من المحاصيل العطشى والمواشي التي باتت تعاني نقصاً حاداً في الأعلاف والمياه.
وتواجه الأراضي البعلية، التي تعتمد على الأمطار بشكل رئيسي، تحديات كارثية هذا العام، إذ أكد الخبير الزراعي سلمان بارودو، مستشار هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، أن نحو 90% من هذه الأراضي قد تضررت بالكامل.
وأشار في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن ما يقرب من مليوني هكتار من الأراضي المزروعة ستخرج من خطة الإنتاج، معتبراً أن هذا الجفاف هو “الأسوأ منذ قرن”.
ولم تقتصر الخسائر الزراعية على القمح والشعير فقط، بل امتدت لتشمل محاصيل العطرية كالحُمص والكمّون والعدس، التي كانت قد بدأت بالازدهار في السنوات الأخيرة في هذه المنطقة الزراعية الهامة.
ومع استمرار انحباس الأمطار، تتزايد المخاوف من تأثيرات اقتصادية وغذائية واسعة، في ظل اعتماد آلاف العائلات في شمال شرق سوريا على الزراعة وتربية المواشي كمصدر أساسي للعيش.
ويتطلب الوضع تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، لتقديم الدعم العاجل للفلاحين المتضررين، وتوفير بدائل لريّ المحاصيل وتأمين الأعلاف للمواشي، في وقت يُخشى فيه من اتساع رقعة الأزمة لتطال جوانب متعددة من الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.