فرنسا.. اعتقالات في صفوف مؤثرين جزائريين دعوا إلى قتل المعارضين السياسيين الجزائريين
قامت السلطات الفرنسية باعتقال مؤثرين جزائريين على وسائل التواصل الاجتماعي بتهم التحريض على العنف ضد المعارضين السياسيين الجزائريين.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس حيث تزايدت الدعوات للتحريض على العنف والإرهاب عبر منصات التواصل. وسنعرض في هذا المقال تفاصيل الاعتقالات والاتهامات التي وجهت إلى هؤلاء المؤثرين، بالإضافة إلى تداعيات هذه الحوادث على العلاقات بين فرنسا والجزائر.
تحريض على الإرهاب عبر منصات التواصل الاجتماعي
في يوم 5 يناير 2025، أفاد المدعون العامون الفرنسيون بأن مؤثراً جزائرياً، يُدعى يوسف أ. والمعروف على منصات التواصل الاجتماعي بـ”زازو يوسف”، سيحاكم في فرنسا في الشهر المقبل بتهمة “التحريض على الإرهاب” عبر منصة “تيك توك”.
أُلقي القبض على يوسف، البالغ من العمر 25 عاماً، في مدينة بريست الفرنسية يوم الجمعة، ويواجه محاكمة في 24 فبراير بتهمة “الدعوة علناً إلى ارتكاب أعمال إرهابية”.
وكانت مقاطع الفيديو التي نشرها يوسف قد أثارت موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا فيها إلى تنفيذ هجمات في فرنسا واعتداءات ضد المعارضين السياسيين الجزائريين.
ورغم محاولات يوسف تبرير تصريحاته، إلا أن السلطات الفرنسية أكدت أن الفيديوهات التي تم تداولها على نطاق واسع أسهمت في نشر القلق والخوف بين الجمهور.
التطورات القانونية والاتهامات الموجهة للمؤثرين
من جانب آخر، كشف التحقيقات أن يوسف اعترف بأنه صاحب مقاطع الفيديو التي تم نشرها في أكتوبر 2024، مشيراً إلى أن الهدف كان تحريض المعارضين في الجزائر.
وقد تسببت هذه الحملة الإعلامية في تصاعد المخاوف الأمنية داخل فرنسا، خاصة بعد أن تم تداول الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
وتنص القوانين الفرنسية على أن من يدعو علناً إلى ارتكاب أعمال إرهابية عبر الإنترنت يواجه عقوبات قاسية قد تصل إلى السجن لمدة سبع سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 100 ألف يورو.
اعتقالات إضافية وصدى دولي
في تطور آخر، ألقت الشرطة الفرنسية القبض على مؤثر جزائري آخر يُدعى عماد تانتان، الذي دعا بدوره إلى أعمال عنف وحرق واغتصاب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضح وزير الداخلية الفرنسي أن هذه التصريحات تمثل “تحريضاً مباشراً على أعمال إرهابية” مؤكداً أن القضاء الفرنسي سيقوم بمحاسبة الجناة بشكل حازم.
وفي إطار متصل، صرح آلان اسبيناس، مدير الشرطة في منطقة فينيستير، أن يوسف كان يعيش في فرنسا بموجب إقامة مؤقتة، وقد سبق له أن استأنف حكماً سابقاً بتهمة التخريب في أحداث شغب جرت في 2023.
عمدة مدينة مونبلييه يدعو لاعتقال جزائري متورط
كما قام مايكل دلافوس، عمدة مدينة مونبلييه أمس السبت بتنبيه النائب العام بعد نشر مؤثر لفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي من مدينة مونبلييه يدعو فيه إلى قتل المتظاهرين الذين خرجوا في مظاهرات يوم 1 يناير ضد النظام الجزائري.
التداعيات السياسية والاقتصادية
تعتبر هذه الأحداث بمثابة تصعيد غير مسبوق في العلاقات بين فرنسا والجزائر، حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لصراع سياسي واجتماعي بين أنصار الحكومة الجزائرية ومعارضيها.
من المتوقع أن يكون لهذا النوع من الحوادث تأثير سلبي على التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، خاصة في ظل التوترات المتعلقة بالهجرة والأمن.
تصعيد الخطاب السياسي على منصات التواصل الاجتماعي
في الختام، تبين هذه الحوادث أهمية الرقابة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق بالدعوات للتحريض على العنف والإرهاب.
على السلطات الفرنسية أن تواصل جهودها في معالجة هذا النوع من المحتوى، في وقت تزداد فيه الدعوات السياسية على الإنترنت التي تهدد الاستقرار الداخلي والخارجي.