
العراق في مواجهة التحديات الأمنية: تأثير الميليشيات الموالية لإيران على الاستقرار الوطني
يواجه العراق “معضلة مزمنة” تتمثل في عدم قدرة الحكومات المتعاقبة على إيقاف هجمات وتهديدات الميليشيات الموالية لإيران، التي تستهدف المصالح الأميركية والغربية في البلاد. وبرغم تعهد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بحماية مستشاري التحالف الدولي وحصر السلاح بيد الدولة، إلا أن الحكومة لم تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة.
إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، أشار إلى أن الحكومة غير قادرة على التوصل إلى تفاهمات سياسية مع هذه الفصائل أو التأثير على بيئتها السياسية. من جانبه، أكد الخبير الاستراتيجي علاء النشوع أن “قوى اللادولة” تمتلك قدرات تتفوق على المؤسسات العسكرية العراقية، مما يعقد جهود السيطرة عليها.
وفي ظل هذه التحديات، تتواصل الهجمات على المصالح الأميركية في العراق وسوريا، بينما تبقى إيران مؤثرة على القرار العراقي من خلال نفوذها المتغلغل في مفاصل الدولة. ومع إعلان الميليشيات وقف هجماتها في نوفمبر الماضي، إلا أن التهديدات لا تزال قائمة، وفقًا لتصريحات قادتها.
يؤكد الكاتب السياسي علي البيدر أن تحسين الوضع الأمني يتطلب سنوات من العمل ووعيًا مجتمعيًا، مشيرًا إلى أن الجهود الحالية تسعى لحصر السلاح بيد الدولة. في الوقت الذي يحاول فيه العراق إقناع الفصائل المسلحة بالانضمام إلى قوات الأمن، تظل المخاوف قائمة من تأثير التحولات الإقليمية والسياسية على الاستقرار الوطني.