حكاية علم.. سوريا تعتمد “الأخضر” ذو النجوم الثلاث

كثيرة هي بنود الإعلان الدستوري الذي أقر أمس في سوريا بعد 3 أشهر من إسقاط نظام الرئيس السوري السابق. لعل أبرزها اعتماد راية الاستقلال ذات النجوم الثلاث، والتي رفعها معارضو الأسد خلال الاحتجاجات، علما رسمياً للبلاد.

مع اندلاع احتجاجات عام 2011 المناهضة للنظام السوري، استعملت السلطات حينها أساليب كثيرة لنفيها وتكذيبها. ومن بينها الادعاء أن الاحتجاجات ما هي إلا مسيرات تأييد للرئيس.

وبعد انتشار تلك الأكاذيب بكثرة، اضطر السوريون المعارضون لتغيير العلم واستكمال ثورتهم.

فلجأوا لعلم الاستقلال الأخضر ذو الثلاث نجمات، ليصبح بعدها علماً رسمياً يستعمله حتى المعارضون خارج سوريا.

عندها انقسم الشعب، إذ حمل معارضو الأسد العلم الأخضر، بينما بقي الأحمر حاضراً بين المؤيدين.

علم الانتداب والاستقلال ومن ثم التحرير
وكانت سوريا جزءا من الدولة العثمانية منذ معركة مرج دابق عام 1516، وظلت هكذا حتى عام 1918 لترفع حينها رفعت علم الثورة العربية.

لكن في عام 1920، احتلت فرنسا سوريا بعد معركة ميلسون وسيطرت على البلاد وقسمتها، فرفع حينها العلم الأخضر عام 1932 لأول مرة، فكان علم الجمهورية السورية تحت الانتداب الفرنسي.

ويتكون العلم من عدد من الألوان، الأخضر ويرمز للخلفاء الراشدين، والأبيض الدولة الأموية، أما الأسود فيرمز للدولة العباسية. والنجوم الحمراء الثلاث فكانت في أصلها تمثل 3 مناطق في سوريا وهي حلب ودمشق ودير الزور. إلى أن تغيرت معاني النجوم الثلاث في عام 1936، إذ ضُم سنجق اللاذقية وجبل الدروز إلى سوريا، فمثلت النجمة الأولى حلب ودمشق ودير الزور، أما النجمة الثانية تمثل جبل الدروز، أما النجمة الثالثة تمثل سنجق اللاذقية.

أما في عام 1946، فأعلنت سوريا استقلالها، واعتمدت العلم رسميا وظل هكذا حتى إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958 حيث ظهر ما يعرف بعلم الوحدة (العلم الأحمر ذو لنجمتين).

وأخذ العلم الجديد الألوان الأحمر، والأبيض، والأسود من ألوان الوحدة العربية، كما وتم استبدال لون النجوم الموجودة على العلم من اللون الأحمر إلى اللون الأخضر، حتى انهيار الوحدة في 28 سبتمبر 1961، إذ أعيد استخدام العلم السوري القديم (الأخضر).

وبعد سيطرة حزب البعث على مقاليد الحكم في البلاد عام 1963، اعتمد العلم الأحمر ذاته بعد عدة مراحل من التغيير، حتى إعلان إسقاط النظام في 8 ديسمبر 2024، فعاد العلم الأخضر.

يشار إلى أن الإعلان الدستوري في سوريا كان صدر أمس، وحدد “المرحلة الانتقالية بخمس سنوات”، على أن يتم تشكيل هيئة لتحقيق العدالة الانتقالية، بهدف تحديد سبل المساءلة والحق في معرفة الحقيقة وإنصاف الضحايا والناجين في النزاع المدمّر الذي اندلع عام 2011.

كما أقر مبدأ الفصل ما بين السلطات بعدما عانى السوريون سابقا من سيطرة الرئاسة على باقي السلطات.

إلى ذلك، أكد أن “الفقه الإسلامي المصدر الرئيس للتشريع والإسلام دين رئيس الدولة. وأقر راية الاستقلال ذات النجوم الثلاث، والتي رفعها معارضو الأسد خلال الاحتجاجات، علما للبلاد. وجرّم تمجيد نظام الأسد ورموزه، أو إنكار جرائمه والإشادة بها أو تبريرها أو التهوين منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى