ترامب يطالب باستعادة الأسلحة الأميركية من أفغانستان وسط توترات مع طالبان

في خطوة تعكس تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، عاد ملف الأسلحة الأميركية المتبقية في أفغانستان إلى صدارة الأجندة السياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حيث دعا ترامب إلى استعادة هذه الأسلحة التي تركت في البلاد عقب انسحاب القوات الأميركية، مشدداً على أن العملية كانت واحدة من أكثر اللحظات المخزية في التاريخ الأميركي الحديث.

في أول اجتماع لحكومته، أشار ترامب إلى أهمية إعادة تلك الأسلحة، مشددًا على أن تقديم المساعدات الأميركية لأفغانستان يجب أن يرتبط بالتقدم في هذا الشأن. واعتبر أن الإدارة السابقة ارتكبت أخطاء جسيمة أدت إلى ترك الأسلحة في أيدي طالبان، التي بدأت في بيعها.

رفضت حكومة طالبان المؤقتة مطالب ترامب، حيث أكدت أن الأسلحة التي بحوزتها تعتبر غنائم لا يمكن التخلي عنها. وفي تصريح له، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن الحركة لن تتعامل مع أي دعوات تتعلق بانتزاع السلاح، مشيرًا إلى أن هذه الأسلحة تُستخدم لمواجهة التهديدات الأمنية.

وعلى الرغم من أن بعض قيادات طالبان تأمل في تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش، فإن الشكوك تحوم حول إمكانية تسليم الأسلحة المتبقية.

تتناقض الأرقام حول حجم ونوع المعدات العسكرية التي استولت عليها طالبان بعد انهيار الحكومة الأفغانية السابقة. بينما يقدر ترامب قيمة هذه المعدات بأكثر من 80 مليار دولار، يشير خبراء إلى أن الرقم الحقيقي لا يتجاوز 7 مليارات دولار. وفقًا لتقارير مكتب المحقق القانوني لوزارة الدفاع الأميركية، تشمل المعدات التي استولت عليها طالبان طائرات عسكرية، سيارات مصفحة، والأسلحة الخفيفة.

يعتبر بعض الخبراء أن الجدل حول الأسلحة قد يمثل مدخلاً لصفقة جديدة بين ترامب وطالبان. حيث يرى الباحث في الشأن الأفغاني عصمت قانع أن طالبان قد ترى في هذا الضغط فرصة للتفاوض من جديد مع ترامب، خاصة وأنه لم يُظهر اهتمامًا بقضايا حقوق الإنسان.

ستستمر الأوضاع في أفغانستان في جذب اهتمام المجتمع الدولي، مما قد يؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة وطالبان في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى