
العراق وكردستان يترقبون نتائج دعوة أوجلان للسلام
يسود إقليم كردستان والعراق بشكل عام تفاؤل حذر بعد الدعوة التي وجهها عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، إلى حل الحزب والتخلي عن السلاح تمهيدًا للانخراط في عملية سلام. ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث لطالما ارتبط اسم الحزب المسلح بوجوده المستمر في الأراضي العراقية، حيث لجأ أعضاؤه إلى المناطق الجبلية في إقليم كردستان الشمالي منذ بداية تمردهم العسكري ضد الحكومة التركية في عام 1984.
منذ ذلك الحين، أصبح الحزب يشكل نقطة خلاف واتفاق بين أنقرة وبغداد. وقد أبرم الطرفان العديد من الاتفاقيات لمكافحة عناصر الحزب، وكانت بغداد قد سمحت للقوات التركية في وقت ما بالتوغل نحو 10 كيلومترات داخل الأراضي العراقية لملاحقة عناصر الحزب.
وشهدت سنوات ما بعد صعود تنظيم “داعش” في 2014، توسعًا غير مسبوق لنفوذ حزب العمال الكردستاني في بعض مناطق إقليم كردستان، ولا سيما في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى في شمال العراق. في هذه المناطق، يُعتقد أن الحزب يمتلك ما لا يقل عن 1500 عنصر مسلح، معظمهم من أهالي سنجار والمناطق المجاورة.
وجود حزب العمال الكردستاني في هذه المناطق، بالإضافة إلى وجود القواعد العسكرية التركية في بعض المواقع العراقية مثل قاعدة “زليكان” في بعشيقة بمحافظة نينوى، أثار حرجًا كبيرًا للسلطات العراقية. هذا النفوذ قد تسبّب أيضًا في حدوث انقسامات داخل البيت الكردي، حيث تتباين علاقات الأحزاب الكردية مع عناصر الحزب بشكل كبير، مما يعقد المشهد السياسي في الإقليم.
العلاقات المتشابكة لحزب العمال الكردستاني
إلى جانب علاقاته المعقدة مع الأحزاب الكردية، يحتفظ حزب العمال الكردستاني بعلاقات “شبه وطيدة” مع بعض الفصائل والجماعات المسلحة الموالية لإيران، خاصة في سنجار. هذه العلاقة تُعتبر ورقة نفوذ يمكن لإيران الاستفادة منها في كل من العراق والمناطق المحاذية لسوريا، وكذلك في سياق علاقاتها مع تركيا