
المغرب يواجه أزمة في الثروة الحيوانية بسبب الجفاف ويعلق ذبح الأضاحي في 2025
يواجه المغرب أزمة غير مسبوقة في الثروة الحيوانية بسبب الجفاف المستمر لعدة سنوات، مما أدى إلى انخفاض أعداد رؤوس الماشية والأغنام بشكل كبير. وفي خطوة استثنائية، دعا العاهل المغربي، الملك محمد السادس، المواطنين إلى الامتناع عن ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لعام 2025، الذي سيحل في يونيو المقبل، بهدف الحفاظ على الثروة الحيوانية المتضررة.
تشير الإحصائيات إلى تراجع أعداد رؤوس الماشية والأغنام بنسبة 38% بحلول عام 2025 مقارنة بالعقد الماضي، ويعزى ذلك إلى انخفاض معدل هطول الأمطار بنسبة 53% عن متوسط الثلاثين عامًا الماضية، مما أثر بشكل مباشر على المراعي الطبيعية وأدى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف الإنتاج.
وفي محاولة لسد العجز في السوق، استورد المغرب 100 ألف رأس من الأغنام من أستراليا، إلا أن ذلك لم يمنع ارتفاع أسعار اللحوم بسبب نقص الإنتاج المحلي واستمرار الأزمة المناخية.
استجابة لهذه التحديات، أقرت الحكومة المغربية إجراءات في ميزانية 2025 تشمل تعليق رسوم الاستيراد والضرائب على المواشي واللحوم الحمراء، وذلك بهدف التخفيف من حدة ارتفاع الأسعار ودعم استقرار السوق.
يشكل قرار تعليق ذبح الأضاحي خطوة غير مسبوقة، ومن المتوقع أن يثير ردود فعل متباينة بين المواطنين، نظرًا لأهمية عيد الأضحى في التقاليد المغربية. ومع ذلك، يعكس القرار الحاجة الملحة لحماية قطاع المواشي من الانهيار، وضمان استدامة الثروة الحيوانية في ظل التحديات المناخية المتزايدة.
يبقى التساؤل قائمًا حول مدى فعالية هذه التدابير في احتواء الأزمة، وما إذا كانت المغرب بحاجة إلى حلول أكثر استدامة لمواجهة التغيرات المناخية التي تؤثر على القطاع الفلاحي بشكل متزايد.