
تحقيق قناة 12 العبرية يكشف إخفاقات الشاباك في منع هجوم 7 أكتوبر
كشف تحقيق أجرته القناة 12 العبرية عن سلسلة من الإخفاقات التي وقعت فيها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) والتي أدت إلى فشله في منع هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس. يعتمد التحقيق على شهادات داخلية من جهاز الشاباك، بالإضافة إلى التحقيقات الداخلية التي يقترب الجهاز من إنهائها، وكذلك التحقيقات الخارجية التي أجراها الضابط “هـ”، الذي شغل سابقًا منصب قائد منطقة القدس والضفة الغربية في الشاباك ورئيس قسم مكافحة التجسس.
وفقًا للتحقيق، في ليلة 7 أكتوبر، تلقى الشاباك إشارتين تشيران إلى احتمال حدوث اختراق أمني، حيث تم تشغيل عشرات شرائح الاتصال الإسرائيلية في غزة، ونزول كبار قادة الجناح العسكري لحماس إلى الأنفاق. وعلى الرغم من أن الشاباك قام بإيقاظ المنظومة الأمنية وإرسال فرق خاصة من وحدة “تكيلا”، إلا أن الجهاز بدأ في التراخي مع استمرار الليل.
وأشار التحقيق إلى أن الشاباك قام بإرسال تحذيرات أولية إلى الجيش ومجلس الأمن القومي في الساعة 2:58 فجرًا، تلتها تحذيرات أخرى في الساعة 3:17 فجرًا. ومع ذلك، لم يتم إرسال أي تحذيرات إضافية بعد ذلك. بين الساعة 4 و6 صباحًا، أرسل الشاباك رسائل عبر الدردشة العملياتية للجيش الإسرائيلي تشير إلى وجود سيناريو لهجوم تسلل، لكنه أكد أن الحدث ليس وشيكًا.
في الساعة 5:00 صباحًا، أصدر رونين بار، مدير الشاباك، توجيهين عملياتيين: الأول كان توصية بتأجيل اجتماع الكابينت المقرر صباح يوم الأحد، بسبب مخاوف من أن حماس قد تفسر الاجتماع على أنه استعداد لهجوم إسرائيلي واسع النطاق على غزة. التوجيه الثاني كان تحديث السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول الوضع الليلي والمؤشرات التحذيرية، لكن هذا التحديث لم يتم إلا في الساعة 6:13 صباحًا، أي بعد أكثر من ساعة من التوجيهات.
وأشار التحقيق إلى أن الشاباك لم يذكر مخطط “جدار أريحا”، الذي يتحدث عن تفكير حماس في الهجوم على مستوطنات “غلاف غزة”، ولو لمرة واحدة خلال الليل. هذا المخطط تم نقله إلى الشاباك في مايو 2022، لكن الجهاز تعامل معه على أنه خطة لبناء القوة وليس للهجوم.
كما كشف التحقيق عن أن الشاباك واجه انتقادات حادة بسبب فشل قسم البحث في فهم النوايا الأصلية لحماس، حيث اعتبر الجهاز أن حماس غير قادرة على شن هجوم واسع النطاق بعد تحييد سلاح الأنفاق. وأشار التحقيق إلى أن الشاباك يعاني من “محدودية الخيال”، حيث لم يتخيل أحد سيناريو الهجوم بهذا الشكل من غزة.
وأضاف التحقيق أن إخفاق الشاباك في التحذير من الهجوم يرتبط أيضًا بحدثين خارجيين: الأول هو اغتيال ناشط في حماس كان مسؤولاً عن توجيه الهجمات في الضفة الغربية، مما أدى إلى كشف أمن حماس للعديد من المتعاونين مع إسرائيل في القطاع. الحدث الثاني هو كشف قوة خاصة إسرائيلية في خان يونس في عام 2018، مما سمح لحماس بتعلم كيفية اختراق عمليات التجسس الإسرائيلية.