
البرهان يحذر “المؤتمر الوطني” من العودة للسلطة
تباينت التفسيرات والتحليلات حول خطاب رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي حذر فيه حزب “المؤتمر الوطني” الإسلامي، الذي كان يتزعمه الرئيس المعزول عمر البشير، من المزايدات في الحرب ومحاولاتهم العودة إلى السلطة.
ورأى محللون أن خطاب البرهان يمثل “رسالة طمأنة للخارج” برفضه عودة الإسلاميين للحكم، في حين فسره آخرون بأنه “انفجار متحكم فيه” للصراع الداخلي بين أطراف التحالف الداعم للحرب، أو “مناورة” لإسكات الأصوات القلقة من سيطرة الإسلاميين على الجيش والدولة. كما رجح البعض أن يكون الخطاب يعكس صراعًا حقيقيًا بين البرهان والإسلاميين.
وفي ردود فعل الإسلاميين، استنكر حزب “المؤتمر الوطني” تصريحات البرهان، نافياً الاتهامات بأن الحزب يسعى للعودة للسلطة على “أشلاء السودانيين”. وأكد بيان الحزب، الذي وقعه رئيسه أحمد هارون، على موقفه السلمي في التغيير الذي حدث في أبريل 2019، حين تنحوا عن السلطة. كما توعد الحزب بعدم السماح بمصادرة إرادته بعد الحرب، مع ترحيبهم بإجراء انتخابات حرة.
لكن الحزب عاد ليعتمد موقفًا مهادنًا، حيث أثنى على جهود البرهان في الحرب وقيادته للقوات المسلحة، داعياً إلى وحدة الصف. في المقابل، اعتبر موالون للحركة الإسلامية حديث البرهان “خيانة”، ورفضوا الخطاب جملة وتفصيلًا. الصحافي الهندي عز الدين، المقرب من “المؤتمر الوطني”، سخر من الخطاب واعتبره “لا معنى له” ويعكس تجاهل تضحيات الإسلاميين في الحرب.
أما قائد “كتائب البراء بن مالك” المصطفى طلحة، فقلل من أهمية الخطاب، مؤكدًا أن كتائب الإسلاميين لا تنتظر تقييمًا من البرهان. من جانب آخر، اعتبر شريف محمد عثمان، القيادي في حزب “المؤتمر السوداني”، أن الخطاب كان هجومًا مباشرًا على الإسلاميين، مؤكداً أن البرهان يسعى إلى تقليل دورهم في المعركة، في حين سعت الحركة الإسلامية إلى التأكيد على “المقاومة الشعبية” في تحقيق الانتصارات.