
الجزائر وتونس..إحياء ذكرى قصف ساقية سيدي يوسف وتعزيز العلاقات الثنائية
وصل رئيس الحكومة الجزائرية نذير العرباوي، برفقة وفد حكومي، إلى بلدة ساقية سيدي يوسف التونسية على الحدود بين الجزائر وتونس، حيث التقى نظيره التونسي كمال المدوري لإحياء ذكرى قصف ساقية سيدي يوسف الذي تعرضت له البلدة قبل 67 عامًا من قبل طائرات الاستعمار الفرنسي. تمثل هذه الذكرى حالة من الامتزاج بين دماء الشعبين الجزائري والتونسي في نضالهما المشترك ضد الاستعمار.
في خطابه خلال الاحتفالية، أكد العرباوي على أهمية أحداث ساقية سيدي يوسف، واصفًا إياها بأنها محطة عار في تاريخ الاستعمار الفرنسي الذي يدعي التحضر. وأشار إلى الهمجية التي انتهجها الاستعمار، حيث استهدفت الغارة طائراته المدنيين، بما في ذلك سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي، مما أسفر عن مقتل 68 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة 87 آخرين.
تتذكر الجزائر وتونس هذه الأحداث كمثال على الدعم المتبادل والنضال المشترك ضد الاستعمار. ومن هذا المنطلق، تولي الجزائر أهمية خاصة لبلدة ساقية سيدي يوسف، حيث تقوم بتموينها بالغاز الطبيعي بأسعار تفضيلية وتقديم مساعدات تموينية لسكانها، الذين يتضمن عدد منهم أصول جزائرية.
كما أشاد العرباوي بالعلاقات الثنائية بين الجزائر وتونس، مشيرًا إلى الجهود الرامية لتحقيق شراكة تكاملية وتعزيز التنمية في المناطق الحدودية. تشمل هذه الجهود إعادة تسيير القطار الذي يربط بين عنابة الجزائرية والعاصمة تونس، مما يسهل التنقل بين البلدين. كما تسعى الجزائر إلى إنشاء منطقة حرة للتبادل التجاري مع تونس، بهدف القضاء على التجارة الموازية والتهريب.
تجسد هذه الأحداث العلاقات التاريخية بين الجزائر وتونس، وتؤكد على أهمية التعاون الثنائي في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مما يسهم في تعزيز الاستقرار والازدهار للبلدين.