
هل لانت نبرة الجزائر تجاه إسرائيل..جدل حول تغير الموقف الجزائري
أثار الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، جدلاً واسعًا بعد إعلانه عن شرط إقامة دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، في مقابلة صحفية حديثة. جاء هذا التصريح في وقت تزامن مع إصدار وزارة الخارجية الجزائرية بيانًا يشير إلى “تغيير كبير” في اللغة الدبلوماسية الخاصة بإسرائيل، مما أثار تساؤلات حول حقيقة تغير الموقف الجزائري.
في بيانها، الذي صدر يوم الخميس، رفضت وزارة الخارجية الجزائرية “تهجير الفلسطينيين” من قطاع غزة، حيث تضمن البيان إشارات إلى “الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” و”حل الدولتين”، بينما غابت عنه المصطلحات الحادة التي كانت تُستخدم سابقًا، مثل “جيش الاحتلال” و”الكيان الصهيوني”. هذا التغيير في اللغة أثار تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قارن العديد بين البيان الحالي وبيانات سابقة تتعلق بالقضية الفلسطينية.
وفي حديثه لصحيفة “لوبينيون” الفرنسية، أكد تبون أن الجزائر ستكون مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل “في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية كاملة”. هذا التصريح قوبل بردود فعل متباينة داخل وخارج الجزائر، مما جعل بيان الخارجية الجزائرية الأخير يثير المزيد من الجدل.
المحلل السياسي الجزائري، حكيم بوغرارة، اعتبر أن الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت، مشيرًا إلى أن ما يتغير هو السياقات التي تأتي فيها الخطابات والمواقف. وأوضح أن الجزائر لا تزال تؤكد على دعمها لقيام دولة فلسطينية كاملة في حدود 1967 وعاصمتها القدس.
من جهة أخرى، اعتبر الناشط السياسي المعارض، وليد كبير، أن هناك تحولًا في لغة الدبلوماسية الجزائرية، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وأشار إلى أن الإشارات بدأت مع استخدام مندوب الجزائر في الأمم المتحدة لمصطلح “إسرائيل” عدة مرات، وكذلك تغيير وكالة الأنباء الجزائرية في تناول حوار تبون.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر لم تعترف بإسرائيل، وقد اعترفت بالدولة الفلسطينية في عام 1988، بعد إعلان ياسر عرفات قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس.