الفساد في مطار النجف.. تسريبات جديدة تثير الجدل والشكوك السياسية

أثارت جلسة جمعت نواباً وموظفين في مطار النجف الدولي جدلاً واسعاً حول قضايا الفساد في العراق. وما زاد من تعقيد الموضوع هو تسريب فيديو يظهر حديث المشاركين عن صفقة مالية مشبوهة مرتبطة بالمطار، مما فتح الباب أمام تساؤلات حول النزاعات السياسية الداخلية.

وبالرغم من صعوبة التحقق من صحة الفيديو، إلا أن النقاشات السياسية قد تعززت حول الموضوع، خاصة مع اتساع دائرة الاتهامات والمزاعم.

تسريب الفيديو وتفاصيله

قبل أيام، تم تسريب مقطع فيديو يظهر فيه حديث لأحد المشاركين في الجلسة، حيث يذكر أن حل مشكلة المطار يتطلب التواصل مع “مكتب اقتصادية تيار الحكمة” بقيادة عمار الحكيم.

وهذا المكتب الحزبي يُشرف على صفقات تجارية مع مؤسسات حكومية، ويُتهم بالارتباط بعدد من العمليات التجارية المشبوهة التي تشمل عدة أحزاب تشارك في الحكم.

ورغم الشكوك التي أحاطت بمصداقية الفيديو، إلا أن تسريبه ساعد في تسليط الضوء على المشاكل التي يعاني منها المطار، كما فتح الباب أمام تساؤلات سياسية حول دور الأحزاب في إدارتها.

اتهامات بالفساد منذ افتتاح المطار

منذ افتتاح مطار النجف الدولي في يوليو 2008، كانت هناك انتقادات كبيرة بشأن سيطرة بعض القوى السياسية على الإيرادات المحققة من المطار.

هذه الاتهامات لم تتوقف طوال السنوات الماضية، حيث أشار العديد من المراقبين إلى أن الأحزاب الكبرى في محافظة النجف تستحوذ على نصيب الأسد من هذه الإيرادات.

وقد أكد رئيس “سلطة الطيران المدني”، عماد الأسدي، في تصريح له في فبراير 2023، أن السلطات الرسمية لا تعرف أين تذهب إيرادات المطار، رغم وجود محاسب قانوني يتولى التدقيق في الأمور المالية.

وأضاف الأسدي أن إيرادات المطار خلال الزيارات الدينية تُعادل إيرادات مطار بغداد، وهو ما يعزز الشكوك حول سوء الإدارة أو الفساد المالي.

المطارات الاستثمارية في العراق

تنقسم المطارات العراقية إلى نوعين: مطارات اتحادية وأخرى استثمارية. يندرج مطار النجف ضمن الفئة الثانية، وهي التي تعمل وفق أنظمة استثمارية تختلف عن المطارات الأخرى مثل بغداد والبصرة.

وفي هذا السياق، توجد شكوك قوية حول ما إذا كان المطار قد حصل على الإجازة الاستثمارية اللازمة لعمله بشكل قانوني. لكن هذه الشكوك تظل مجرد مزاعم، إذ لم يصدر أي حكم قضائي يؤكد أو ينفي هذه الادعاءات حتى الآن.

الصراع السياسي والفساد

الحديث عن الفساد في العراق غالباً ما يكون مرتبطاً بالصراعات السياسية بين القوى المتنفذة في البلاد. يُنظر إلى تلك الاتهامات على أنها واجهة لصراع أكبر بين الأحزاب العراقية، حيث يتم استخدام ملفات الفساد للتنافس على النفوذ السياسي.

في هذا الإطار، تزداد الشكوك حول جدية التحقيقات في هذه القضايا، خاصة في ظل ضعف الرقابة والمساءلة.

يستمر الجدل حول فساد مطار النجف الدولي في تأجيج الصراعات السياسية، حيث تظل مزاعم الفساد قائمة دون أي توضيحات رسمية حاسمة. في ظل هذه الأوضاع، يبقى من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن الإشكاليات المالية والإدارية التي يعاني منها المطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى