خطة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة.. تصعيد مرفوض وإصرار على الرفض

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان محاولات تهجير الفلسطينيين المتكررة عبر العقود، جاء تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نقل سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن ليطرح تساؤلات جدية حول إمكانية تنفيذ هذه الخطة في المرحلة المقبلة. وبينما تصاعدت دعوات اليمين الإسرائيلي المتطرف لدعم هذه الفكرة، واجهت الفكرة رفضًا قاطعًا من الفلسطينيين ومن الدول المعنية، وعلى رأسها مصر والأردن.

أعاد ترامب طرح فكرة تهجير سكان غزة كجزء من رؤيته لحل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى ضرورة توسيع النقاش مع دول المنطقة لتوفير حلول “مؤقتة أو طويلة الأمد” للفلسطينيين. ووفقًا لتصريحاته، فإنه أجرى محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى إمكانية استيعاب الفلسطينيين في أراضٍ بديلة.

أوضح رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، سمير غطاس، أن هذا المشروع ليس جديدًا، بل يعود إلى ما قبل “صفقة القرن”. وأكد غطاس أن هذا المشروع ليس فقط مرفوضًا فلسطينيًا، بل يحمل أيضًا تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري. رحب قادة اليمين الإسرائيلي المتطرف بتصريحات ترامب، واعتبروها فرصة لتطبيق ما وصفوه بـ”الهجرة الطوعية للفلسطينيين”. لكن هذه التصريحات أثارت تساؤلات حول مدى واقعية هذه الخطة في ظل رفض حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.

شددت الحكومة المصرية على رفضها القاطع لفكرة إقامة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في سيناء. وأكد وزير الأوقاف المصري أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد المقبول دوليًا. أما الأردن، فقد أظهر موقفًا مشابهًا عبر تصريحات وزير الخارجية الأردني، الذي أكد أن المملكة ترفض بشكل قاطع أي محاولة لإعادة توطين الفلسطينيين أو تغيير التركيبة الديموغرافية للمملكة.

أشار غطاس إلى أن مصر تواجه تحديات كبيرة في ظل الضغوط الأميركية المحتملة لتنفيذ هذه الخطة. وعلى الرغم من ذلك، أبدت القيادة المصرية تمسكها بمواقفها الرافضة للخطة. يرى محللون أن مثل هذه الخطط ستواجه مصير الفشل كما حدث مع مشاريع مشابهة في الماضي. لكن المخاوف تظل قائمة بشأن محاولات إسرائيل استغلال هذا الطرح لتبرير سياسات أكثر عدوانية في قطاع غزة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى