غوغل تطلق أجندة عالمية لتثقيف العمال والمشرعين حول الذكاء الاصطناعي
تسعى شركة غوغل، التي تواجه هجومًا تنظيميًا غير مسبوق، إلى تشكيل الرأي العام والسياسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قبل بدء موجة عالمية لتنظيم هذه التقنية. وفي تصريحات لوكالة رويترز، أكد أحد المديرين التنفيذيين أن الأولوية الرئيسية للشركة تكمن في بناء برامج تعليمية تهدف إلى تدريب القوى العاملة على استخدام الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لكينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية في شركة ألفابت، التي تملك غوغل، فإن تعزيز الوعي بالذكاء الاصطناعي واستخدام أدواته من قبل الأفراد والمنظمات، بما في ذلك الحكومات، سيؤدي إلى تطوير سياسات أفضل ويتيح فرصًا جديدة.
بينما تتسابق غوغل للتفوق على منافسيها مثل “OpenAI” و”ميتا”، فإنها تدرك التدقيق التنظيمي الصارم الذي تواجهه في مجالات الإعلان والبحث. في الاتحاد الأوروبي، عرضت الشركة بيع جزء من أعمالها في مجال الإعلانات لإرضاء الجهات الرقابية، وفي الولايات المتحدة، تسعى وزارة العدل إلى تفكيك متصفح “كروم” الخاص بها.
في الوقت نفسه، تعمل الحكومات حول العالم على صياغة لوائح جديدة تتعلق بالمخاوف الناجمة عن الذكاء الاصطناعي، مثل حقوق النشر والخصوصية. وقد واجه قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي، الذي يتطلب إفصاحات بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعي، ردود فعل سلبية من شركات التكنولوجيا الكبرى بسبب إمكانية تعرضها لغرامات ضخمة.
ويعتبر المسؤولون التنفيذيون في غوغل أن هناك فرصة لتشكيل الرأي العام حول هذه التكنولوجيا، خاصة مع المخاوف المتزايدة من فقدان الوظائف. وقد أعلن سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لغوغل، في سبتمبر عن صندوق استثماري بقيمة 120 مليون دولار لبناء برامج تعليمية في هذا المجال.
كما تسعى الشركة إلى توسيع نطاق برنامج “Grow With Google”، الذي يوفر أدوات تدريبية للشركات ويعلم العمال مهارات تقنية متعددة. وفي ديسمبر، أعلنت غوغل أن مليون شخص حصلوا على شهادة من هذا البرنامج، مع إضافة دورات متخصصة تتعلق بالذكاء الاصطناعي.
وأكد ووكر أن الدورات التعليمية ليست كافية وحدها، مشيرًا إلى أهمية وجود هدف حقيقي للعمال، مما يسهل عليهم التقدم لوظائف جديدة. وتسعى غوغل أيضًا لزيادة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مثل برنامج “Skilled Trades and Readiness”، الذي يهدف إلى تدريب العمال على الوظائف المحتملة في بناء مراكز البيانات.
وتوقع ووكر أن يتم استبدال جزء صغير من الوظائف الحالية بالذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من معظم الوظائف المستقبلية.