السلطة الفلسطينية تهيئ الظروف لاجتياح جيش الاحتلال لمخيم جنين
يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الوحشي على مخيم جنين، حيث أسفر هذا الاجتياح عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 35 آخرين منذ صباح الثلاثاء. تأتي هذه العملية بعد أكثر من شهر من استنزاف أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لكتائب المقاومة داخل المخيم، تحت ذريعة محاربة “الخارجين عن القانون”.
وثقت كاميرات المواطنين في جنين لحظة خروج أجهزة أمن السلطة من محيط المخيم، بالتزامن مع دخول آليات الاحتلال، وهو ما وصفه ناشطون بأنه “تنسيق وتبادل أدوار واضح”. وقد أطلق جيش الاحتلال على العملية اسم “السيف الحديدي”.
برر الناطق باسم أجهزة أمن السلطة الفلسطينية الانسحاب المتزامن مع الاقتحام بأنه يهدف إلى “تجنب مواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي”. ومع ذلك، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر أن مسؤولين فلسطينيين كبار تلقوا إشعارات من الجانب الإسرائيلي بضرورة الانسحاب قبل بدء الاجتياح.
على مدى 47 يومًا، نفذت أجهزة أمن السلطة حملة ضد المقاومة في جنين، مستهدفةً ما وصفته بـ”الخارجين عن القانون”. وقد حاولت “كتيبة جنين” والفصائل الأخرى تجنب المواجهة المباشرة عدة مرات، إلا أن جهود لجنة الإصلاح والوساطة انهارت مؤخرًا بسبب الانتهاكات التي سجلها أهالي المخيم ضد الأجهزة الأمنية.
مؤكدين على أنهم لا يرفضون وجود السلطة، أبدت فصائل المقاومة في المخيم عدم رغبتها في تسليم سلاحها الموجه ضد الاحتلال. وأشار الكاتب الفلسطيني ياسين عز الدين إلى أن الاجتياح الوحشي لمخيم جنين هو نتيجة حملة “حماية وطن” التي شنتها السلطة، محذرًا من أن الطريق قد تم تمهيدها أمام جيش الاحتلال.