دخان الحرائق يفتك بصحة الإنسان وتأثيراته طويلة الأمد

دخان حرائق الغابات، الذي يتكون من خليط من بخار الماء والغازات والجسيمات الدقيقة، يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن. في ظل حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت لوس أنجليس، وتسببت في إتلاف أكثر من 12 ألف منزل، أصبحت مشكلة تلوث الهواء مصدر قلق عالمي.

أول أكسيد الكربون، وهو غاز عديم اللون والرائحة، يؤثر بشكل خاص على الأشخاص القريبين من الحرائق، حيث يمكن أن يقلل من كمية الأوكسجين في الدم، مما يهدد الأعضاء الحيوية مثل الكلى والقلب. ومع تدهور جودة الهواء بسبب دخان الحرائق، لا تقتصر التأثيرات الصحية على المناطق القريبة من الحرائق، بل تمتد إلى مناطق بعيدة، كما حدث مع الدخان الذي انتشر من كندا إلى نيويورك.

الجسيمات الدقيقة، المعروفة باسم (PM2.5)، هي الأصغر والأكثر خطورة، حيث يمكن أن تستقر في الرئتين وتدخل مجرى الدم. وقد ارتفعت مستويات هذه الجسيمات في لوس أنجليس إلى مستويات خطرة، مما أدى إلى تأثيرات صحية تتراوح من أعراض خفيفة مثل حكة العينين وسيلان الأنف إلى مشكلات تنفسية خطيرة وألم في الصدر.

تتفاقم هذه المشكلة بسبب تزايد عدد حرائق الغابات نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يطرح تساؤلات حول كيفية حماية الصحة العامة في ظل هذه التحديات المتزايدة. تظهر الحاجة الملحة لزيادة الوعي حول تأثيرات تلوث الهواء وكيفية التعامل مع هذه الظروف لتجنب الأضرار الصحية المحتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى