فرحة رغم الترهيب.. الفلسطينيون يحتفلون بالإفراج عن الأسرى في صفقة وقف إطلاق النار

رغم محاولات الترهيب التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي على أهالي الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن صفقة وقف إطلاق النار في غزة، لمنع أي مظاهر للفرح، لم يمنع ذلك الفلسطينيين من الاحتفال خلال استقبال أبنائهم وأمهاتهم المفرج عنهم من السجون.

أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن 90 سجينًا فلسطينيًا ضمن صفقة التبادل واتفاق غزة، وذلك بعد إفراج حماس عن ثلاث إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023.

نشرت وسائل إعلام فلسطينية مختلفة لحظات الإفراج عن الأسرى، حيث ضمت القائمة 69 امرأة و21 طفلًا، من بينهم 76 من الضفة الغربية و14 من القدس. احتشد مئات الفلسطينيين وذوو المعتقلين لاستقبال أبنائهم المفرج عنهم من سجن “عوفر”.

قبل ذلك، أفادت وكالة أنباء وفا الفلسطينية بأن الاحتلال الإسرائيلي حاول الضغط على معظم أهالي الأسرى المحررين قبل الإفراج عنهم، حيث قام بمداهمة منازلهم وتهديدهم بعدم إقامة أي مظاهر فرح أو استقبال لأبنائهم. ورغم ذلك، تجمع الفلسطينيون رافعين أعلام وطنهم في محيط سجن عوفر، الذي حوله الاحتلال إلى منطقة عسكرية مغلقة، حيث منع التجمعات وأطلق قنابل الغاز المسيلة للدموع عليهم.

وثقت المقاطع المنتشرة لحظات انهيار الأسيرة المحررة الطالبة في كلية الطب، “ضحى الوحش”، بعد تلقيها نبأ استشهاد شقيقها الطبيب أحمد الوحش عند اعتقالها في فبراير 2024. وفي مقطع آخر، وصفت الأسيرة المحررة من سجن الدامون، رشا حجاوي، الأوضاع الصعبة التي عاشوها داخل سجون الاحتلال، حيث اعتبرت السجن بمثابة قبر. وأكدت الأسيرة المحررة حنان معلواني أن فرحتهم ناقصة بدون غزة.

كانت من بين المحررين أيضًا الأسيرة الفلسطينية براءة فقهاء، التي أكدت لوسائل الإعلام الفلسطينية أنه رغم العذاب الذي عاشته في السجن، إلا أن همها الوحيد كان وقف الحرب على غزة.

أما الأسيرة المحررة حنين المساعد، فأكدت خلال توجهها إلى منزلها في بيت لحم أنهم عاشوا في قهر وعذاب، مشيرة إلى أن الوضع داخل سجون الاحتلال كان سيئًا وغير طبيعي، مشددة على أن الاحتلال يعذبهن كنساء، فما بالك بما يحدث مع الشباب الفلسطيني.

في السياق ذاته، أعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة “نداء صلاح” المقيمة بجنين، أنها معتقلة منذ شهر يونيو الماضي، وحرمها الاحتلال من أطفالها ومن والدهم بعد أن غيبهما في السجون. وتحدثت روز خويص، إحدى المحررات، عن الظروف الصعبة التي عاشوها وراء قضبان الاحتلال قبل الإفراج عنهم، مشيرة إلى أن خروجها كان فضلًا من الله ثم سواعد الأحرار.

ووصفت الفلسطينية المحررة أمل شجاعية، الطالبة في جامعة بيرزيت، ما حدث معها وزملائها خلال فترة السجن، حيث قالت: “سحلونا سحل وسرقوا أغراضنا”، مشيدة بالصفقة التي خلصتهم من غياهب سجون الاحتلال، ومطالبة بالحرية لجميع الأسرى المتبقين.

من المنتظر أن يتم الإفراج عن 1904 أسرى فلسطينيين في المجمل، بينهم 737 أسيرًا معتقلين لدى سجون الاحتلال، بالإضافة إلى 1167 فلسطينيًا من قطاع غزة اعتقلوا خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع. يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يومًا، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيليًا محتجزين في قطاع غزة، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا.

كما تشمل المرحلة الأولى تحرير 290 أسيرًا فلسطينيًا من المحكومين بالمؤبد، بالإضافة إلى جميع الأشبال والنساء، وعددهم 95، بينهم 87 أسيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى