انقطاع الكهرباء في السودان.. هجمات “الدعم السريع” تتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية

تسببت الهجمات التي شنتها “قوات الدعم السريع” على محطات الكهرباء في انقطاع الكهرباء عن معظم المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني، مما أسهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.

هجمات الطائرات المسيّرة وتأثيرها على الكهرباء

بدأ انقطاع الكهرباء يوم الاثنين الماضي بعد أن استهدفت “قوات الدعم السريع” سد مروي، أكبر سد في السودان، مما أدى إلى تأثيرات مباشرة على الولاية الشمالية. وتسبب ذلك في مشكلة فنية امتدت إلى ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر. ومع مرور الوقت، اتسع نطاق الانقطاع ليشمل ولايات القضارف وكسلا وسنار بعد الهجوم الأخير على محطة كهرباء الشوك في شرق البلاد.

تداعيات انقطاع الكهرباء على المناطق المتضررة

تعتبر الولايات المتضررة من انقطاع الكهرباء هي غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني، الذي يخوض حربًا مستمرة منذ نحو عامين مع “قوات الدعم السريع” التي تسيطر على معظم النصف الغربي من البلاد. كما يشهد قطاع الكهرباء تعطلاً في المناطق التي تسيطر عليها “قوات الدعم السريع” بسبب استمرار القتال. وهذا الانقطاع يشمل العديد من المناطق التي تستضيف ملايين النازحين داخليًا، ما يزيد من الضغط على البنية التحتية المتهالكة.

تفاقم المعاناة الإنسانية

من جانبها، أفادت مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية بأن انقطاع الخدمات الأساسية أثر على مئات الآلاف من المدنيين في مختلف أنحاء السودان. وأشارت إلى أن هذه الهجمات لا تقتصر فقط على حرمان السكان من حقوقهم الأساسية، بل تزيد من احتمالات تصعيد العنف في المنطقة.

وقد أدت الحرب المستمرة في السودان إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما حذر مرصد الجوع العالمي هذا الشهر من أن نحو 24.6 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة حتى مايو المقبل.

أزمة المياه والطعام في الخرطوم

في مدينة أم درمان، وهي إحدى المدن الرئيسية في منطقة الخرطوم الكبرى، أغلقت المخابز وتوجه السكان إلى سحب المياه من نهر النيل في محاولة لتلبية احتياجاتهم الأساسية. كما تعمل الفرق الهندسية في محطة كهرباء مروي على استعادة التيار الكهربائي، ولكنها لم تنجح حتى الآن في استئناف العمل بشكل كامل.

الخلاصة

تستمر الأوضاع في السودان في التدهور مع تصاعد الصراع بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، مما ينعكس بشكل سلبي على الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. هذه الظروف تساهم في تفاقم المعاناة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السودانيين، وتضع ضغوطًا هائلة على البنية التحتية المنهارة بالفعل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى