غزة تترقب الهدنة ودخول المساعدات وسط نزيف دماء مستمر

بينما يترقب مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة هدنة طال انتظارها، تتواصل معاناة القطاع المدمر بعد 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية المدمرة. فقد أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن أكثر من 100 قتيل سقطوا في غزة جراء الغارات الإسرائيلية منذ الإعلان عن الاتفاق مساء الأربعاء الماضي، مما أضاف المزيد من الألم لعائلات فقدت أحباءها في النزاع المستمر.

وعلى الحدود مع مصر، اصطفت عشرات الشاحنات بانتظار الدخول إلى القطاع ما إن يُعلن عن بدء سريان الهدنة. وقد أظهرت فيديوهات خاصة تجمع الشاحنات في مدينة العريش المصرية، في انتظار الإذن بالدخول لتقديم المساعدات الإنسانية.

في سياق متصل، أكد مسؤول كبير في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن المهمة التي تواجه عمال الإغاثة صعبة للغاية، حيث تعذر الوصول إلى العديد من مستودعات المنظمة الأممية لعدة أشهر خلال الحرب. وأشار سام روز، القائم بأعمال الأونروا في غزة، إلى أن العمل جارٍ على تجهيز تلك المستودعات مجددًا.

وأوضح روز في تصريحات لشبكة “سي أن أن” أن دخول المساعدات إلى القطاع تم “إعاقته بشكل منهجي” بسبب تفاقم الوضع الأمني ودمر الطرقات في غزة. كما حذر من الذخائر غير المنفجرة المخبأة تحت الأنقاض، مؤكدًا أنها تشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال والمدنيين.

أسفرت أشهر من الحرب المريرة في غزة عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نزوح ما يقارب مليوني فلسطيني أكثر من مرة خلال 15 شهراً، وسط شح في المساعدات الطبية والغذائية بسبب القيود المفروضة من إسرائيل. أدت هذه الأوضاع الإنسانية المتفاقمة إلى انتشار الجوع والمرض ونقص الرعاية الطبية.

الآمال معلقة على الهدنة ودخول المساعدات، لكن التحديات لا تزال قائمة، مما يضع المزيد من الضغوط على السكان المدنيين الذين عانوا لوقت طويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى