حكاية جزيرة أرواد السورية الناجي الوحيد من نيران الحرب
رغم الأهمية الاستراتيجية لجزيرة أرواد، فإنها نجت من صراع عسكري لم يقترب منها خلال فترة الانتفاضة السورية، مما جعلها واحدة من المناطق القليلة التي لم تتعرض للدمار أو القصف. تقع الجزيرة على بعد ثلاثة كيلومترات من شواطئ مدينة طرطوس، وتعتبر الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة بالسكان.
تاريخيًا، استوطن الفينيقيون الجزيرة في الألفية الأولى قبل الميلاد، وتاريخها مليء بالأحداث، حيث خضعت للسيطرة الرومانية ثم الإسلامية، وتعرضت للاحتلال من قبل الصليبيين. على الرغم من مرورها بمراحل الاحتلال المختلفة، إلا أنها احتفظت بتراثها البحري العريق.
اليوم، يقدر عدد سكان جزيرة أرواد بنحو 10 آلاف نسمة، يعمل معظمهم في صناعة السفن والقوارب وصيد الأسماك. ورغم أن الجزيرة شهدت نزوحًا لبعض السوريين من مناطق أخرى، مثل حلب، إلا أنها لم تعاني من ازدحام كبير كما هو الحال في مناطق أخرى.
كما أن الجزيرة تفتقر إلى الموارد المائية العذبة، حيث يعتمد سكانها على تخزين مياه الأمطار وحفر الآبار. وتحتوي على ميناء قديم تم توسيعه عام 1966، بالإضافة إلى العديد من المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم.
ومع ذلك، فقد تأثرت جزيرة أرواد بعوامل متعددة نتيجة الحرب، حيث فقد العشرات من أبنائها في معارك خارج الجزيرة، وتراجع السياحة والصناعة فيها. على الرغم من ذلك، تظل الجزيرة مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا مهمًا في المنطقة، مع آمال في استعادة مكانتها السياحية والاقتصادية في المستقبل.