الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات في تجنيد الحريديم وسط مطالبات بالشفافية

كشف الضابط شاي طاييف من شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال، خلال جلسة لجنة رقابة الدولة في الكنيست، أن البيانات الأخيرة تشير إلى حاجة الجيش إلى تجنيد 12 ألف جندي. وقد اتهم رئيس المعارضة، يئير لبيد، وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بإخفاء هذه الأرقام عن المحكمة العليا، مما يعتبره تواطؤًا في تهرب الحريديم من الخدمة العسكرية، وذلك وفقاً لتغريدته على منصة “إكس”.

جاءت جلسة اللجنة البرلمانية بالتزامن مع جلسة أخرى في المحكمة العليا تتعلق بالاستئنافات المقدمة ضد تجنيد الشبان الحريديم، من قبل “الحركة من أجل جودة الحكم”، و”إسرائيل حُرّة”، وحركة “أُم يَقِظة”. الهدف من هذه الجلسات هو تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة العليا الذي ألغى بند إعفاء طلاب “اليشيفوت” (المعاهد التوراتية) من الخدمة العسكرية.

في ردها على المحكمة، أفادت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف – ميارا، أن الجيش يمكنه تجنيد 4800 حريدي خلال سنة التجنيد الحالية، و6000 آخرين حتى يوليو/تموز 2026. وقد أصدرت الجهات المعنية 7000 أمر تجنيد و1200 أمر اعتقال بحق الذين لم يستجيبوا للاستدعاءات.

بحلول يوليو/تموز 2026، سيكون هناك “لا عوائق أمام تجنيد الحريديين للجيش”، وفقاً لما نقله موقع “واينت”. رغم الأرقام المتدنية، حيث من أصل 3000 أمر أولي تم إرساله مطلع العام الماضي، امتثل فقط 413 حريدياً، مع استكمال 249 منهم لمراحل التعيين.

وأوضحت المستشارة أن الحرب تفرض على الجيش ضرورة تعزيز قواه البشرية، مما يجعل تجنيد الحريديم حاجة أمنية ملحة. ولتلبية احتياجاتهم، أطلق الجيش مسارات خاصة تراعي نمط حياتهم المحافظ.

وفي سياق متصل، أفاد تقرير للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن عدد السكان الحريديين في إسرائيل بلغ 1.39 مليون نسمة، ما يمثل 13.9% من إجمالي السكان. وارتفعت نسبة الشبان حتى سن 19 عاماً في المجتمع الحريدي إلى 57%. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 16% بحلول عام 2030.

وأشار التقرير إلى أن المجتمع الحريدي يختلف في أنماط التعليم والتشغيل وطبيعة الحياة مقارنة ببقية المجتمع اليهودي غير الحريدي، واصفًا إياه بأنه “مجتمع يُجري ملاءمة محدودة في نمط حياته”. كما أظهر التقرير أن الحريديم يمثلون المجتمع الأكثر فقراً في إسرائيل، رغم أنهم الأكثر تملكاً للشقق ويتلقون دعماً مالياً أكبر من الدولة مقارنة ببقية الفئات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى