جدل إعادة تمثال ديليسبس.. بين الاستعمار والخدمات لمصر
في الوقت الذي يشهد فيه الجدل تصاعدًا بشأن إعادة تمثال ديليسبس إلى مكانه الأصلي في مدخل قناة السويس، قررت محكمة القضاء الإداري في مصر تأجيل النظر في الطعن على قرار إعادة التمثال إلى جلسة 21 يناير الجاري للاطلاع على تقرير المفوضين.
يأتي هذا القرار في ظل حالة من الانقسام حول هذه القضية المثيرة للجدل.
تباين الآراء حول إعادة التمثال
تباينت الآراء بين مؤيدين ومعارضين لإعادة التمثال إلى موقعه الأصلي. فقد رأى معارضو القرار أن تمثال ديليسبس يمثل رمزًا للاستعمار، وهو ما يجعل وضعه في مدخل القناة أمرًا غير مقبول.
بينما يرى آخرون أن ديليسبس قدّم خدمات كبيرة لمصر وساهم في بناء قناة السويس، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات الاقتصادية للبلاد حتى الآن.
مطالبات أهالي بورسعيد وقرار رئيس الوزراء
وكان محافظ بورسعيد قد أعلن أثناء الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة، قبل أيام، أنه طلب من رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إعادة تمثال ديليسبس إلى مكانه في مدخل القناة بناءً على مطالبات أهالي المحافظة. وقد وعد رئيس الوزراء بدراسة الأمر واتخاذ القرار المناسب.
إعادة التمثال إلى متحف قناة السويس
ترتبط هذه القضية بقرار نقل تمثال ديليسبس إلى متحف قناة السويس في مدينة الإسماعيلية في عام 2020، وهو القرار الذي لاقى قبولًا لدى العديد من الكتاب والصحفيين، الذين اعتبروا أن وجود التمثال عند مدخل القناة هو بمثابة إحياء لرمز الاستعمار الفرنسي.
كما وصف البعض ديليسبس بأنه “مقاول فرنسي” ساهم في سرقة فكرة بناء القناة وتعزيز التدخل الأجنبي في شؤون مصر.
يستمر الجدل حول هذه القضية التي تثير تساؤلات بشأن الرموز الاستعمارية ودلالاتها التاريخية، في وقت تسعى فيه مصر لتحقيق التوازن بين احترام تاريخها وبين الحفاظ على هويتها الوطنية.