تونس.. مصرع 3 تلاميذ يثير موجة احتجاجات ضد التهميش وسوء البنية التحتية

أثارت فاجعة مصرع ثلاثة تلاميذ في قرية المزونة التابعة لولاية سيدي بوزيد وسط تونس، موجة غضب عارمة بين الأهالي، بعد انهيار جدار متهالك في المدرسة الثانوية الوحيدة بالقرية، والذي طالما حذر السكان من خطورته دون أن تلقى تحذيراتهم أي اهتمام من السلطات.

وبحسب شهود عيان، فإن التلاميذ الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عامًا، لقوا حتفهم إثر انهيار الحائط يوم الإثنين الماضي، ما فجّر احتجاجات شعبية في المنطقة، شهدت مواجهات ليلية بين الشباب المحتجّين وقوات الأمن، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

ألم يتضاعف بالقمع

في تصريح لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”، عبّرت نجاة المسعدي، إحدى سكان القرية وخالة أحد المصابين، عن استيائها قائلة: “نحن نطالب فقط بالمرافق الأساسية، وبدلاً من ذلك يرسلون لنا 112 سيارة شرطة. هل نحن إرهابيون؟”. وأشارت إلى أن ابن أختها، مهند جدايدة (18 عاماً)، أصيب في رأسه بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال الاحتجاجات، بينما كانت والدته منيرة المسعدي تحاول الوصول إليه وأغمي عليها نتيجة استنشاق الغاز.

تقول منيرة: “يسألوننا ما المشكلة؟ نحن لا نريد ثورة أخرى، نحن فقط نريد حقوقنا”. وأضافت نجاة: “إنهم يضيفون ألماً على آلامنا، دفنّا ثلاثة من شبابنا، وقد نواصل دفن آخرين”.

مظاهرات غاضبة وتجاهل رسمي

وشهدت القرية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 7 آلاف نسمة، احتجاجات ليلية متواصلة منذ الحادثة، تمثّلت في حرق الإطارات، غلق الطرق، ورشق الحجارة، خاصة بالقرب من مركز الحرس الوطني. وطالب المحتجون بتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، لا سيما في مجالي التعليم والصحة.

وقد أرجع عدد من الأهالي هذه الكارثة إلى تراكم سوء الإدارة والتهميش الذي تعاني منه المنطقة منذ سنوات، رغم رمزيتها التاريخية، حيث انطلقت من سيدي بوزيد شرارة الثورة التونسية في عام 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.

يؤكد السكان أن ما حدث كان نتيجة حتمية للإهمال، حيث ظل جدار المدرسة الثانوية مهدداً بالسقوط دون تدخل يُذكر، على الرغم من التحذيرات المتكررة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى