
“سي إن إن”: كوريا الشمالية ربما تبني أكبر سفينة حربية في تاريخها
أفاد تقرير أعدته “سي إن إن” استنادا لصور الأقمار الصناعية، بأن كوريا الشمالية ربما تبني أكبر سفينة حربية وأكثرها تطورا في تاريخها.
وتابع التقرير بأنه “إذا تم تزويد هذه السفينة بصواريخ باليستية فرط صوتية، تزعم بيونغ يانغ أنها اختبرتها بنجاح يناير الماضي، فسيغير ذلك قواعد اللعبة والتوازنات في الأمن الإقليمي”.
وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة ما قد يكون أكبر سفينة حربية لكوريا الشمالية على الإطلاق، ربما أكثر من ضعف حجم أي شيء في الأسطول البحري في البلاد.
وتوضح الصور، التي التقطتها شركتا الأقمار الصناعية المستقلتان “ماكسار للتقنيات” و”بلانيت لابز”، في السادس من أبريل، السفينة التي يتم إنشاؤها في حوض بناء السفن نامبو على الساحل الغربي لكوريا الشمالية، على بعد نحو 60 كيلومترا جنوب غرب العاصمة بيونغ يانغ.
ويقول المحللون إن الصور تظهر أعمال بناء مستمرة للأسلحة والأنظمة الداخلية الأخرى للسفينة، التي يرجح أنها فرقاطة صواريخ موجهة مصممة لحمل الصواريخ في أنابيب إطلاق عمودية لاستخدامها ضد أهداف برية وبحرية.
وذكر تحليل أجراه جوزيف بيرموديز وجينيفر جون بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن طول الفرقاطة “يبلغ نحو 140 مترا، ما يجعلها أكبر سفينة حربية مصنعة في كوريا الشمالية”.
وتذكر “سي إن إن” أمثلة للمقارنة، حيث يبلغ طول مدمرات البحرية الأمريكية من فئة “أرلي بيرك” نحو 153 مترا، وفئة “كونستيليشن” (قيد الإنشاء) نحو 151 مترا.
وينخرط الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في تحديث سريع لقواته المسلحة، حيث طوّر مجموعة من الأسلحة الجديدة، واختبر صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى أي مكان تقريبا في الولايات المتحدة.
ويفترض محللون أن العلاقات الوثيقة مع روسيا تساعد كوريا الشمالية على تجاوز العقوبات المفروضة عليها، ويضيف الأدميرال الكوري الجنوبي كيم دوك كي، أن موسكو “قد تكون هي من تزود الفرقاطة بالتكنولوجيا اللازمة لأنظمة الصواريخ”.
وكان النائب الكوري الجنوبي كيم بيونغ كي، عضو لجنة الاستخبارات في الجمعية الوطنية، قد تساءل ما إذا كانت بيونغ يانغ تمتلك القدرة التقنية على بناء سفينة حربية متطورة، أو البنية التحتية اللازمة لدعمها. وتابع أن تشغيل سفينة حربية عسكرية ضخمة كهذه يحتاج إلى ميزانية ضخمة، ولا يقتصر الأمر فقط على بناء سفينة حربية، وإنما على تشكيل فريق لتشغيلها وهو أمر مكلف للغاية، بما في ذلك من حيث المعدات والوقود.
من جانبه قال الأدميرال كيم دوك كي إنه “إذا زودت كوريا الشمالية الفرقاطة الجديدة بالصاروخ فرط الصوتي الذي تقول إنها اختبرته بنجاح في يناير، فإن ذلك سيحدث تغييرا في قواعد اللعبة بالأمن الإقليمي”.
وكانت روسيا قد أعلنت، ديسمبر 2024، دخول اتفاقية التعاون الاستراتيجي والدفاع المشترك مع كوريا الشمالية حيز التنفيذ، والتي تهدف إلى بناء نظام أمني غير قابل للتجزيء في شمال شرق آسيا والمحيط الهادئ. وتنص الاتفاقية على تطوير التعاون الثنائي متعدد الأوجه بين موسكو وبيونغ يانغ، وتعزيز القدرات الدفاعية بما يخدم منع الحرب وضمان السلام الإقليمي والدولي.