الشكوك الفرنسية تجاه الجزائر.. توتر في العلاقات الثنائية

في تصريحٍ أثار الكثير من التساؤلات، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، يوم الأحد، أن بلاده تساورها “شكوك” حول رغبة الجزائر في الالتزام بإحياء العلاقات الثنائية بين البلدين.

هذا التصريح يأتي في وقت حساس يشهد توتراً في العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، وهو ما قد يؤثر على مستقبل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

خريطة الطريق: التزامات غير مؤكدة

منذ عام 2022، وضعت فرنسا خريطة طريق تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الجزائر، ولكن تصريحات بارو تؤكد أن فرنسا لا تزال تلاحظ مواقف وقرارات من السلطات الجزائرية تثير شكوكاً حول الالتزام بهذه الخطة.

وقد عبر الوزير الفرنسي عن أن “الوفاء بخريطة الطريق يقتضي وجود اثنين”، مشيراً إلى أن الطرفين يجب أن يكونا ملتزمين بالمبادئ المتفق عليها لتحقيق النجاح في هذه المساعي.

قضية بوعلام صنصال: تصعيد في التوتر

تضاف إلى هذا الوضع قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي تم توقيفه منذ عدة أسابيع في الجزائر بتهم تتعلق بأمن الدولة.

في هذا السياق، عبّر الوزير الفرنسي عن “مخاوفه” تجاه حالته الصحية، مشيراً إلى أن فرنسا تضع حرية التعبير وحرية الرأي في مقدمة أولوياتها. صنصال، الذي يعتبر من أبرز المعارضين للسلطة الجزائرية، معتقل منذ منتصف نوفمبر بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر، وهو ما يراه بارو “باطلاً”.

مواقف الجزائر: تصعيد في الردود

في المقابل، فقد صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن بوعلام صنصال “محتال” وأنه “مبعوث من فرنسا”، مما يعكس تصعيداً في المواقف بين البلدين.

هذه التصريحات قد تزيد من تعقيد العلاقات بين الجزائر وفرنسا في وقتٍ حساس يتطلب المزيد من التفاهم المتبادل.

القلق الفرنسي: الحاجة إلى إعادة بناء الثقة

من خلال هذه الأحداث، يظل السؤال الأهم: كيف ستتمكن الجزائر وفرنسا من تجاوز هذه التوترات وإعادة بناء الثقة بينهما؟ الوزير الفرنسي قد عبّر عن رغبة بلاده في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الجزائر، لكنه أكد أن الوضع الراهن ليس هو ما تتطلع إليه فرنسا.

ستبقى هذه القضية محوراً أساسياً في الدبلوماسية بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى