
شباب جدة يشاركون في توزيع الإفطار على المارة في رمضان
مع رفع أذان المغرب، يتلو الصائمون الدعاء الشهير: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله»، لحظة الإفطار التي يترقبها الجميع بعد يوم طويل من الصيام. ورغم شدة حرارة الصيف وضيق الوقت، يواجه كثير من الصائمين تحديات في الوصول إلى منازلهم قبل الأذان، ما يجعلهم في حاجة إلى العثور على من يقدم لهم الإفطار في الطريق. من هنا، يظهر دور مجموعات شباب «زوار المساء»، الذين يتجولون في مدينة جدة قبل أذان المغرب، حامليْن معهم التمر والماء لتوزيعها على المارة والسائقين الذين يداهمهم وقت الإفطار.
يُعتبر هذا المشهد جزءاً من العادات الرمضانية التي ألفها المجتمع السعودي على مدار السنوات. فيزدحم الشوارع بمجموعات الشباب، من الجنسين، الذين يتخذون مواقع استراتيجية عند إشارات المرور أو بالقرب من المراكز التجارية والشوارع الرئيسية لتقديم الإفطار للمارة. هذه المجموعات لا تقتصر على الأفراد، بل أصبحت جزءاً من المبادرات الجماعية، حيث تحرص العديد من المؤسسات الأهلية على دعم هذه الفكرة وتنظيمها.
العمل الخيري في رمضان في جدة شهد تطوراً ملحوظاً، حيث لم تعد هذه المبادرات تقتصر على الأفراد، بل أصبحت تشارك فيها العديد من المؤسسات بمختلف أشكال الدعم والمشاركة من الشباب. وهو ما يعكس روح التعاون والتضامن التي تميز المجتمع السعودي في هذا الشهر الفضيل.