مآسي الهجرة غير النظامية تتجدد في سواحل قرقنة التونسية

سجّلت سواحل جزيرة قرقنة وسط شرق تونس، أولى مآسي قوارب الهجرة غير النظامية مع الساعات الأولى من العام الجديد، حيث تمكنت الوحدات البحرية للحرس الوطني والدفاع المدني من إنقاذ 83 مهاجراً وانتشال جثث 27 آخرين كانوا ينوون الوصول إلى إيطاليا انطلاقاً من سواحل الجزيرة.

وقد جرى إنقاذ المهاجرين خلال ليل الأربعاء، على بعد 3 أميال بحرية من سواحل العطايا. وأوضح المدير الجهوي للدفاع المدني بصفاقس، زياد السديري، أن الوحدات البحرية تلقت إشعارات بتعرض مركبي مهاجرين للغرق، مما أدى إلى انطلاق عمليات الإنقاذ والإغاثة التي أسفرت عن انتشال الجثث وإنقاذ المهاجرين الذين نجحوا في التعلق بوحدات الصيد.

وأشار السديري إلى أن عمليات التمشيط البحري شملت انتشال أطفال ورضع ونساء. وكانت الرحلة البحرية قد انطلقت من جزيرة قرقنة، وضمّت نحو 110 مهاجرين من جنسيات دول أفريقيا جنوب الصحراء. تعرض أحد القاربين للغرق، بينما تسربت المياه للقارب الآخر، مما يرجح أن المهاجرين قضوا أكثر من يومين في عرض البحر.

وتوقف عمليات التمشيط مؤقتًا بسبب هيجان البحر، مع إشارة إلى العودة للعمل عند تحسن الأحوال الجوية.

تعد حادثة قرقنة أولى حوادث غرق مراكب المهاجرين التي تُعلن مع بداية عام 2025، بعد أن شهدت سواحل تونس في عام 2024 العشرات من حوادث الغرق، حيث أظهرت بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن أكثر من 45% من المهاجرين فقدوا حياتهم في طريقهم عبر المتوسط.

على الجانب الآخر، تعتبر إيطاليا أنها حققت مكسباً في ملف المهاجرين بعد تراجع عدد الوافدين على سواحلها بنسبة 60% بنهاية العام الماضي مقارنة بسنة 2023، وهو ما يعود إلى التدابير التي اتخذتها السلطات التونسية والليبية لمكافحة الهجرة غير النظامية.

تشكل الرحلات من تونس وليبيا نحو إيطاليا 92% من الوافدين عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، حيث أصبحت ليبيا نقطة انطلاق رئيسية، متجاوزة تونس التي كانت مهيمنة في عام 2023. إذ وصل 41.425 مهاجراً إلى إيطاليا من ليبيا، بينما جاء 19.246 مهاجراً من تونس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى