
اللجنة التحضيرية أكدت شمولية التمثيل.. المؤتمر الوطني السوري ينطلق الثلاثاء
أعلنت اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، اليوم الأحد، استكمال المرحلة التحضيرية لانعقاد المؤتمر، وذلك بعد عقد أكثر من 30 لقاءً شملت جميع المحافظات، بهدف ضمان تمثيل مختلف مكونات المجتمع السوري في الحوار.
وأكدت اللجنة التحضيرية في مؤتمر صحفي في دمشق، أن اللقاءات الموسعة التي أجرتها مع مختلف الأطياف السورية أفرزت مطالب متكررة بضرورة إصدار إعلان دستوري مؤقت لتسيير المرحلة الانتقالية، إضافة إلى وضع خطة اقتصادية تتناسب مع المتغيرات الحالية.
كما شددت المشاركات على أهمية إعادة هيكلة القطاعات الحكومية وإشراك المواطنين في إدارة المؤسسات، فضلاً عن تعزيز الأمن والاستقرار كمدخل أساسي لإعادة بناء الدولة.
وأشارت اللجنة إلى أن اختلاف وجهات النظر الذي برز خلال اللقاءات يعكس قدرة السوريين على الحوار والتعايش، مؤكدة أن التنوع المجتمعي يشكل مصدر قوة للسوريين، على عكس الصورة التي حاول النظام السابق ترسيخها.
حوار مستدام وليس مجرد مؤتمر
أكدت اللجنة أن الحوار الوطني ليس مجرد فعالية مؤقتة، بل هو نهج مستدام لحل القضايا الوطنية بشكل تدريجي ومسؤول، مضيفة أن اللقاءات التحضيرية كشفت عن الروح الوطنية العالية لدى مختلف النخب المجتمعية، مما يسهم في دعم المؤتمر وإنجاح أعماله.
وأوضحت اللجنة أن المؤتمر سيعتمد طابعاً عملياً، حيث ستتضمن أعماله ورشات عمل تخصصية تعالج القضايا التي تم استخلاصها من اللقاءات مع مختلف شرائح المجتمع. وستضم هذه الورشات خبراء ومتخصصين لضمان نقاشات معمقة وإيجاد حلول قابلة للتطبيق.
ووصفت اللجنة المؤتمر بأنه خطوة أولى في مسار وطني طويل يتطلب عملاً جماعياً مستمراً، بهدف بناء هوية وطنية سورية جديدة تحفظ السلم الأهلي وتحقق تطلعات السوريين نحو مستقبل يليق بتضحياتهم.
توافق واسع حول القضايا الأساسية
أكدت اللجنة أنها لمست خلال اللقاءات حالة واسعة من التوافق بين السوريين حول الأولويات الأساسية، حيث برزت قضايا العدالة الانتقالية، الإصلاح الدستوري، الإصلاح المؤسسي، الإصلاح الاقتصادي، وحدة الأراضي السورية، وقضايا الحريات العامة والسياسية كأهم المحاور التي تحظى بإجماع المشاركين.
كما أشارت اللجنة إلى مشاركة نحو 4000 رجل وامرأة في اللقاءات التحضيرية، حيث استمعت إلى أكثر من 2200 مداخلة مباشرة، بالإضافة إلى تلقيها أكثر من 700 مشاركة مكتوبة تتضمن رؤى ومقترحات حول مستقبل سوريا.
توجيه الدعوات وتحديد موعد المؤتمر الوطني السوري
أعلن المتحدث باسم اللجنة التحضيرية، حسن الدغيم، أن عملية توجيه الدعوات للمشاركين من داخل سوريا وخارجها ستبدأ اليوم، على أن يتم تحديد مكان انعقاد المؤتمر لاحقاً.
وأشار الدغيم إلى أن التوصيات الصادرة عن المؤتمر لن تكون مجرد نصائح شكلية، بل سيتم البناء عليها في صياغة الإعلان الدستوري، وتحديد الهوية الاقتصادية، ووضع خطة إصلاح المؤسسات.
وأضاف أن اللجنة قامت بتعديل برامجها بناءً على الملاحظات الواردة، مؤكداً أن المؤتمر سيحرص على تمثيل مختلف الشرائح المجتمعية، خاصة من المناطق الشرقية، وذوي الضحايا والجرحى والمعتقلين.
كذلك أكد الدغيم أن تشكيل الحكومة الانتقالية ليس متلازمًا مع مسار الحوار الوطني، لكنه أوضح أن انعقاد المؤتمر سيمكن من الاستفادة من أطروحات المشاركين في تشكيل الحكومة لاحقاً، بما يحقق توافقاً واسعاً حول مستقبل سوريا.