تعيين جنرال سفيراً لمالي لذى الجزائر

في إطار سعيها لإعادة تقييم العلاقات مع الجزائر، أكدت مالي على موقفها الثابت في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها، من خلال تعيين الجنرال محمد أماغا دولو سفيرًا جديدًا لها في الجزائر. جاء هذا التعيين في 20 فبراير 2025، خلال استقبال رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، الجنرال أسيمي غويتا، للجنرال دولو، مما يعكس عزم باماكو على حماية مصالحها وإعادة فتح قنوات الحوار مع جارتها الشمالية.

اختيار الجنرال دولو، وهو شخصية عسكرية بارزة وقريبة من الرئيس غويتا، يعكس رغبة باماكو في إرسال رسالة قوية بشأن قضايا السيادة والأمن القومي. عبر تعيين عسكري رفيع المستوى، تتطلع الحكومة المالية إلى تعزيز التعاون الثنائي في إطار يحترم مصالحها الاستراتيجية.

خلال اللقاء، تلقى الجنرال دولو توجيهات واضحة بشأن مهمته، مع التركيز على تعزيز الروابط التاريخية والجغرافية والاقتصادية بين البلدين، والتي يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

**خلفية التوترات**

تشهد العلاقات بين مالي والجزائر توترًا منذ نهاية عام 2023، بعد استضافة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اجتماعًا مع الحركات المسلحة المتمردة في شمال مالي، مما اعتبرته باماكو تدخلًا صارخًا في شؤونها الداخلية. كما استنكرت مالي استضافة الجزائر لمكاتب الحركات المسلحة الانفصالية، ورفضت أن تكون الجزائر ملاذًا للمعارضين السياسيين.

تصاعدت التوترات أيضًا مع إلغاء مالي لاتفاقية السلام الموقعة في 2015، متهمة الجزائر بدعم الجماعات المتمردة في شمال البلاد. رغم ذلك، ظهرت مؤخرًا إشارات نحو التهدئة، مع تعيين الجزائر سفيرًا جديدًا في مالي، مما يشير إلى رغبة الطرفين في إعادة فتح قنوات الحوار.

يعتمد مستقبل العلاقات المالية-الجزائرية على قدرة البلدين على تجاوز خلافاتهما السياسية والأمنية. أوضحت مالي أنها لن تتسامح مع أي تدخل في شؤونها الداخلية، لكنها تبقى منفتحة على تعاون متبادل المنفعة، مما يتطلب اعتراف الجزائر بمخاوف باماكو بشأن الأمن والسيادة.

ستتطلب المصالحة إعادة تقييم اتفاقيات التعاون، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية، حيث يمكن أن تشكل الروابط التاريخية والاستراتيجية أساسًا لعصر جديد من التعاون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى