رسالة أمريكية تقلب موازين تشكيل الحكومة اللبنانية

يدخل تشكيل الحكومة اللبنانية في حالة من التوقف القسري وسط تعثر المفاوضات بين الرئيس المكلف نواف سلام ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. ويتعذر التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن تعيين الوزير الشيعي الخامس، ما يعكس عمق الخلافات في العملية السياسية.

هذه التعقيدات تأتي في وقت حساس، حيث يزداد تأثير الرسالة الأمريكية التي حملتها نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، التي طالبت بإقصاء “حزب الله” عن المشاركة في الحكومة. ورغم أن مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية أكد أن هذا الموقف يعكس وجهة نظر أورتاغوس الشخصية فقط، إلا أن هذه الرسالة فتحت الباب لتساؤلات حول جدية الحلول السياسية المطروحة ومدى تأثير هذه الضغوطات على تشكيل الحكومة في لبنان.

الضغوطات الأمريكية ومساعي التوافق الداخلي

من جهة أخرى، يواجه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام ضغوطات محلية ودولية تحيط بمفاوضات تشكيل الحكومة، مما يعيق تنفيذ تعهدات عون في خطاب القسم حول الحكومة المستقلة والقوية. ورغم تدخل الوساطات المحلية، بما في ذلك تدخل رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، لم تتمكن الأطراف السياسية من التوصل إلى توافق على أسماء المرشحين للوزارات الأساسية، خاصة فيما يتعلق بالوزير الشيعي الخامس.

القرارات الدولية والضغط على حزب الله

إلى جانب التحديات السياسية الداخلية، تظل الضغوطات الدولية على لبنان كبيرة، حيث تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى ضمان التزام لبنان بالقرار 1701 الذي يدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة والحد من نفوذ “حزب الله” في الحكومة. وفي هذا السياق، يشير المراقبون إلى أن لبنان لن يحقق استقراراً سياسياً أو اقتصادياً ما لم يلتزم بتطبيق هذا القرار، مما قد يفرض على “حزب الله” إعادة النظر في دوره السياسي لصالح الدولة اللبنانية.

الآمال بالتوافق والإنقاذ الدولي للبنان

يبقى الأمل في إمكانية إيجاد مخرج للأزمة الحكومية عبر استئناف الحوار السياسي بين الأطراف اللبنانية، إلا أن ذلك يبدو مشروطاً بتلبية شروط المجتمع الدولي، خاصة تلك التي وضعتها الولايات المتحدة، التي ترى في تغييرات سياسية ملحة لتأمين المساعدات الاقتصادية والدولية للبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى