موريتانيا والمغرب.. تعزيز التعاون في مواجهة تهديدات البوليساريو
أعلنت موريتانيا مؤخراً عن جاهزيتها في مواجهة التهديدات التي أطلقتها جبهة البوليساريو، التي توعدت بمهاجمة العاصمة نواكشوط وتصعيد الأعمال الحربية في المنطقة.
في هذا السياق، أكدت موريتانيا التزامها الكامل بسيادتها الوطنية، مشيرة إلى استعدادها لفتح معبر حدودي جديد مع المملكة المغربية.
هجوم الطائرة المسيّرة المغربية
في خطوة تصعيدية، أعلنت مصادر أمنية مغربية عن استهداف مركبة تابعة لجبهة البوليساريو بواسطة طائرة مسيّرة تابعة للقوات المسلحة الملكية.
وقع الهجوم في منطقة تقع شرق الجدار الرملي، وأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخر. هؤلاء كانوا جزءاً من “جيش الاحتياط” التابع للجبهة.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من العمليات العسكرية المغربية التي استهدفت عناصر من البوليساريو هذا العام.
تعزيز دفاعات موريتانيا
تزامناً مع التوترات العسكرية، قامت موريتانيا بتعزيز استعداداتها الدفاعية في مواجهة هذه التهديدات. وذكرت مصادر صحفية موريتانية أن سلطات نواكشوط تسعى لاقتناء الأسلحة المتطورة، كما أكدت على تعزيز التعاون الأمني مع عدد من الحلفاء، بما في ذلك الإمارات وفرنسا.
من المتوقع أن تزود الإمارات الجيش الموريتاني بطائرات مسيّرة متطورة، بينما قامت فرنسا بتسليم أسلحة هجومية ودفاعية متقدمة إلى نواكشوط.
التهديدات وأبعادها السياسية
من جانبها، أعربت جبهة البوليساريو عن قلقها من فتح معبر تجاري بين المغرب وموريتانيا. وقد اعتبر البشير مصطفى السيد، أحد قادة البوليساريو، أن هذا الإجراء قد يعرض موريتانيا لخطر تورط أكبر في النزاع، مشيراً إلى أن هذا المعبر قد يسهم في تحويل الحدود الصحراوية إلى حدود مغربية بشكل غير مباشر.
مشروع المعبر التجاري: خطوة استراتيجية
تتواصل أعمال بناء المعبر التجاري بين المغرب وموريتانيا، الذي يمتد على 53 كيلومتراً من مدينة السمارة المغربية حتى الحدود الموريتانية.
المشروع الذي بدأ في فبراير 2024 من قبل القوات المسلحة الملكية في مراحله النهائية، ومن المتوقع أن يفتح المعبر أبوابه أمام حركة الشاحنات والسيارات، مما يعزز التبادل التجاري بين البلدين.
يعد هذا المعبر خطوة استراتيجية مهمة لتحسين العلاقات بين المغرب وموريتانيا في مجال النقل والاقتصاد.
خاتمة: تصاعد التوترات وسبل الحل
يتضح أن التصعيد في المنطقة بين موريتانيا وجبهة البوليساريو يشكل تهديداً خطيراً للاستقرار في منطقة الصحراء الكبرى.
في ظل التحركات العسكرية المستمرة، تبقى جهود الحلول السياسية والدبلوماسية محوراً أساسياً لتجنب مزيد من التصعيد، خاصة في ظل التطورات المتعلقة بالمعبر التجاري بين المغرب وموريتانيا.