زكريا الزبيدي.. عودة مختلطة بالفرح والحذر إلى الضفة الغربية

في لحظة امتزجت فيها مشاعر الفرح بالحذر، وصل الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، أحد أبرز رموز انتفاضة الأقصى، إلى الضفة الغربية بعد سنوات من الاعتقال في السجون الإسرائيلية. ورغم فرح عائلته بعودته، إلا أن القلق من مستقبل مجهول كان يسيطر على الأجواء.

الزبيدي، القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، كان الاسم الأبرز ضمن قائمة الفلسطينيين المفرج عنهم في الدفعة الثالثة من صفقة تبادل الأسرى التي تمت مؤخرًا بين إسرائيل وحركة حماس. وشمل إطلاق سراحه 110 فلسطينيين، منهم 32 محكومًا بالمؤبد و30 طفلًا، مقابل الإفراج عن ثلاثة إسرائيليين احتجزتهم حماس منذ 7 أكتوبر 2023.

وُلد الزبيدي عام 1976 في مخيم جنين، حيث نشأ في عائلة مكونة من سبعة إخوة. تلقى تعليمه في مدارس الأونروا، وعُرف بمواجهاته مع الجيش الإسرائيلي منذ صغره، والتي بدأت برمي الحجارة ثم استخدام المولوتوف، مما أدى إلى اعتقاله لمدة أربع سنوات.

انضم الزبيدي إلى حركة فتح في السجن، وشارك في الانتفاضة الثانية، حيث تعرض لمطاردات مكثفة من القوات الإسرائيلية. وبعد اعتقاله في فبراير 2019، نفذ مع خمسة أسرى آخرين واحدة من أكثر عمليات الهروب جرأة في تاريخ السجون الإسرائيلية عبر حفر نفق من زنزانتهم في سجن جلبوع، لكن أعيد اعتقاله بعد أسبوع وحُكم عليه بخمس سنوات إضافية.

عند إطلاق سراحه، ظهر الزبيدي خلف نوافذ حافلة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رافعًا إشارة النصر. لكنه لم يتمكن من العودة إلى جنين، حيث كانت القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات عسكرية واسعة في المنطقة.

عبر أحد أفراد عائلته عن مشاعر الفرح والحذر، قائلًا: “نحن سعداء برؤيته حرا، لكن إسرائيل لا تريد أن تكتمل فرحتنا”، في إشارة إلى المخاوف من قيود على حركته.

في أول تصريح له بعد الإفراج عنه، شكر الزبيدي غزة على مساعدته في العودة إلى عائلته، لكنه لم يذكر حركتي حماس أو الجهاد الإسلامي بالاسم، رغم دورهما في المفاوضات.

كما أشار الزبيدي إلى المعاناة التي عاشها في السجون الإسرائيلية، قائلًا: “السجون الإسرائيلية عبارة عن مراكز قتل وتعذيب يومي”.
زكريا الزبيدي.. عودة مختلطة بالفرح والحذر إلى الضفة الغربية
لكن المراقبين يرون أن الإفراج عنه لا يعني خروجه من دائرة الاستهداف الإسرائيلي، حيث أكد سفيان أبو زايدة، الوزير الفلسطيني السابق، أن إسرائيل ستظل تراقبه نظرًا لتاريخه.

ورغم سنوات الاعتقال، كانت القصة الأكثر قسوة في حياة الزبيدي هي فقدان عائلته، حيث فقد شقيقه داوود برصاص الجيش الإسرائيلي عام 2022 وابنه محمد في غارة استهدفت سيارته أواخر 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى