الرئيس السوري الجديد يعلن عن قرارات جذرية لتغيير النظام في أول خطاب له
دعا الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع جميع السوريين، في أول خطاب له بصفته رئيساً، إلى المشاركة الفاعلة في “بناء الوطن الجديد”، مؤكداً عزمه على تشكيل حكومة انتقالية شاملة تعكس تنوع المجتمع السوري وتساهم في بناء مؤسسات الدولة من جديد.
وفي مستهل كلمته، أوضح الشرع أنه تسلّم مسؤولية البلاد بعد مشاورات قانونية مكثفة، بهدف ضمان سير العملية السياسية بما يتماشى مع الأعراف القانونية ويحفظ لها الشرعية اللازمة.
وأشار إلى أنه سيُصدر في الأيام المقبلة إعلاناً دستورياً، كما سيُشكل لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغر للمراحل الانتقالية، بالإضافة إلى لجنة تحضيرية لتنظيم مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وفيما يتعلق بالأولويات، شدد الشرع على أهمية تحقيق السلم الأهلي ومحاكمة من ارتكبوا الجرائم بحق الشعب السوري، سواء داخل البلاد أو خارجها، مؤكداً على السعي لإتمام وحدة الأراضي السورية وتحقيق السيادة الوطنية تحت سلطة واحدة.
ولفت إلى أن حكومته الانتقالية ستكون موجهة نحو تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، مع التركيز على بناء مؤسسات قوية تعتمد على الكفاءة والعدل وتخلو من الفساد والمحسوبية.
من جهة أخرى، أكد الشرع على أهمية إرساء دعائم اقتصاد قوي يعيد لسوريا مكانتها الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن المرحلة الانتقالية لن تقتصر على تأسيس مؤسسات حكومية فحسب، بل ستشمل أيضاً بناء اقتصاد يقوم على أسس ثابتة من العدالة والنزاهة.
وكانت الإدارة السورية الجديدة قد أعلنت، أمس الأربعاء، تعيين الشرع رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية، بعد أكثر من شهر من الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد. كما تم تفويضه بتشكيل مجلس تشريعي للمرحلة الانتقالية عقب حل مجلس الشعب وإلغاء الدستور السابق.
ومن بين القرارات الهامة التي اتخذتها الإدارة الجديدة، كان حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة تعمل وفق معايير تتسم بالشفافية والعدالة.
كما تم حل حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وأي منظمات أو مؤسسات تتبعها، مع حظر إعادة تشكيل أي من هذه الأحزاب تحت أي مسمى آخر، على أن تعود جميع أصولها للدولة السورية.
كما تم اتخاذ قرارات تشمل حل جميع الفصائل العسكرية والأجسام الثورية السياسية والمدنية، ودمجها في مؤسسات الدولة لضمان وحدة الصف وتوحيد الجهود لبناء سوريا جديدة، تحت إشراف إدارة انتقالية تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في كافة المجالات.
