توتر العلاقات المغربية الجزائرية..تصريحات بنكيران تعيد إحياء قضية “الصحراء الشرقية”

تشهد العلاقات بين المغرب والجزائر توتراً مستمراً منذ سنوات، حيث أثار موقف رئيس الحكومة المغربية الأسبق، عبد الإله بنكيران، بشأن “الصحراء الشرقية” جدلاً واسعاً في كلٍ من المغرب والجزائر. في تصريح خاص لموقع “الحرة”، حاول بنكيران احتواء تداعيات تصريحاته التي اعتبرها جزائريون جزءًا من “موجة جديدة من الشعبوية السياسية” بين بعض الساسة المغاربة.

أعاد بنكيران قضية “الصحراء الشرقية” إلى الواجهة، حيث صرح أن هذه المناطق الواقعة ضمن الحدود الجزائرية هي “أراضٍ مغربية وسكانها مغاربة”. وأشار في حديثه إلى جوانب تاريخية، موضحًا أن الجزائر حصلت على هذه المناطق بعد أن اقتطعتها فرنسا من المغرب، زاعماً أن قرار إرجاعها لم يُنفذ بعد استقلال الجزائر.

تأتي تصريحات بنكيران في وقت تتسم فيه العلاقات المغربية الجزائرية بتوتر غير مسبوق، مما أثار تساؤلات حول مغزى هذه الإشارات التاريخية. وفي هذا السياق، أكد بنكيران أن حديثه عن “الصحراء الشرقية” كان مجرد “سرد تاريخي بسيط” وأنه يدعو إلى حل المشاكل العالقة بين البلدين بطريقة ودية.

من جهة أخرى، يرى الباحث المغربي في العلاقات الدولية، أحمد نور الدين، أن تصريحات بنكيران تستند إلى معطيات تاريخية موثقة، إلا أنه استبعد أن يكون لها تأثير كبير على العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر، التي تعتمد الجزائر فيها سياسة عدائية تجاه المغرب منذ سنوات.

أما أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، توفيق بوقاعدة، فقد اعتبر أن تصريحات بنكيران تعكس “موجة جديدة من الشعبوية السياسية” في المغرب، مشيرًا إلى أن الهدف منها سياسي بحت.

في المقابل، استنكر المحلل السياسي محمد هدير تصريحات بنكيران، معتبرًا أنها تعكس “البطالة السياسية” وأن الجزائر لن تلتفت إليها، حيث أن الحدود تم ترسيمها بموجب اتفاقيات دولية.

تستمر الجدل بين البلدين حول سيادة كل منهما على “الصحراء الشرقية”، حيث يعتبر المغرب أن هذه المنطقة كانت تاريخيًا جزءًا من سيادته، بينما ترى الجزائر أنها جزء من أراضيها السيادية، استنادًا إلى معاهدات تاريخية.

تعتبر هذه القضية من المواضيع الحساسة التي تعكس تعقيدات تاريخية وسياسية عميقة، مما يجعل الحوار البناء بين الجانبين ضرورة ملحة لتجاوز التوترات الحالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى