حرائق كاليفورنيا.. ورياح سانتا آنا: نذير الشؤم ووقود الكارثة
رياح سانتا آنا، الجافة والحارة، التي تعبر الجبال لتشعل الفوضى وتثير الحكة في الجلد، تجسيد شعري لليالي كاليفورنيا المتقلبة كما وصفها ريموند شاندلر في مجموعته القصصية “الرياح الحمراء”. هذه الرياح، التي تُعرف بـ”رياح الشيطان” لدى البعض، أصبحت نذير شؤم، إذ ساهمت في تأجيج حرائق لوس أنجلوس الأخيرة التي قتلت حتى الآن 24 شخصًا.
الحرائق التي التهمت أكثر من 12 ألف مبنى وأجبرت السلطات على إجلاء 300 ألف شخص، ازدادت عنفوانًا تحت تأثير هذه الرياح القوية. تعيد سانتا آنا إلى الذاكرة حكايات شعبية وأساطير، فمن أصلها اللغوي المتجذر في ثقافات السكان الأصليين إلى تسميتها بالقديسة آنا على يد المبشرين الإسبان، هي رياح متعددة المعاني والرموز.
ورغم اختلاف الروايات التاريخية، من علاقتها بالدكتاتور المكسيكي أنطونيو لوبيز دي سانتا إلى ارتباطها بوادي سانتا آنا، إلا أن أثرها الكارثي في إشعال الحرائق وتفاقمها أصبح حقيقة يومية في كاليفورنيا.